الهولوكوست والنكبة.. بين فزاعة الأولى ونسيان الثانية

الهولوكوست والنكبة.. بين فزاعة الأولى ونسيان الثانية
الهولوكوست والنكبة.. بين فزاعة الأولى ونسيان الثانية

الهولوكوست والنكبة.. بين فزاعة الأولى ونسيان الثانية

نجح اليهود في نشر الهولوكوست كالمظلمة الأشد بشاعة والاستفادة منها، بالمقابل فشل العرب بشكل ذريع في إبراز مجازر النكبة التي لا تختلف عن الهولوكوست فظاعة.

في البداية لنتعرف على طرفي الحدثين
الهولوكوست كلمة يونانية تعني المحرقة وبالعبرية تسمى "هاشواه" أي الكارثة.
الإبادة الجماعية التي قام بها الأوروبيون متمثلة بأدولف هتلر، خلال الحرب العالمية الثانية 1941 _ 1945 قتل بها حرقًا ملايين البشر من أديان وجنسيات مختلفة كالعرب واليهود والمسلمين.
يصف هتلر في كتابه "كفاحي"  نضاله من أجل الهيمنة على العالم على أنه نضال مستمر على الصعيد العرقي والثقافي والسياسي بين الآريين وغير الآريين.
كان قد أعد "سلماً" للتسلسل الهرمي للأعراق، مؤكداً على أن "الالمان الاوروبيون الشماليون - الآريين" هم في أعلى السلم الهرمي، في حين وضع اليهود والغجر والعرب في قاع الترتيب.
النازي  هتلر كتب عام 1939 بإشارة منه الى شعوب الشرق الاوسط "على أنها شعوب أنصاف قرود، خلقوا كي يساقوا بالسوط".

عزز اليهود مظلمتهم واستعطفوا قلوب العالم بل ووقعوا اتفاقيات مع دول عدة تجبرهم على تعويضهم ماديًا على ما حدث بالمحرقة، نجحت الحركة الصهيونية في التسويق لمعاناة حدثت في أوروبا وجلبت الدعم المادي والمعنوي لسرق وطن شعب لا حول له ولا علاقة في الحدث.

لكن كيف لمدعي الظلم أن يرتكب مجازر أكثر فظاعة مما حدث في ألمانيا؟!

النكبة الفلسطينية هي مجازر متعددة وبأشكال مختلفة قامت بها العصابات اليهودية ضد الفلسطينيين، تمثلت بالقتل والترويع والاغتصاب وهدم البيوت، فسحق شعب بأكمله لتحقيق نفس النتيجة التي سعى إليها هتلر مع اليهود والعرب ألا وهي التطهير العرقي.

لم يكتفي اليهود باستخدام أسلوب هتلر بالقتل وسلب الروح بل فاقوه جرمًا بسرق الأرض وتزييف التاريخ.

لكن المختلف بين الحدثين أمرين، الأول تباكي اليهود على ما حدث مع أجدادهم في ألمانيا، فقلدوا قاتلهم في فلسطين فما ذنب شعب أعزل أن يدفع ثمن جريمة غيره.
الأمر الثاني هو فشل العرب في الترويج للنكبة عالميًا وتوثيق جرائم الاحتلال وتخليدها للتاريخ، فترك الأمر لليهود لتزييف حقائق النكبة، واخفاء الوثائق التي تبرز مجازرهم.

اعتمد اليهود عدة خطوات منذ المحرقة تمثلت في:
أولًا توثيق الحدث وجمع الأدلة التي تدين ألمانيا والدول التي ساندتها خلال الحرب العالمية، ثم طالب بتنديد عالمي للحدث وحشدت التعاطف من خلال فعاليات عدة وإقامة المتاحف التي تبرز الهولوكوست، ومن خلال الحركة الصهيونية التي قامت بجهود حثيثة لنص قوانين تؤيد اليهود وتمنع أي اعتراض لهم مستغلين الحدث.

في المقابل فشل العرب بشكل ذريع في محاكاة ما قام به اليهود، فبعد النكبة والنكسة هلع العرب للصلح مع الاحتلال متناسين مجازره ضد الفلسطينيين ما أتاح للعالم نسيان النكبة وأثارها، وما عزز ذلك الخطاب الرسمي الفلسطيني التي تحول على غرار التحول العربي للصلح مع الاحتلال وتعزيز مبدأ المجاورة والتطبيع معه.
فنسيت النكبة ولم توثق جرائمها ولم تقر قوانين تدين الحدث وتقدم القائمين عليه للمحاكمة على غرار ما حدث بعد الهولوكوست.
فمن يعيد للفلسطينيين حقهم سوا سواعدهم بعد الخذلان العربي والأممي؟!

 

مشاركة على: