الجيش التركي الأقل عالميًا بإصابات كورونا
شهدت القوات المسلحة التركية عددًا منخفضًا من حالات الإصابة بفيروس كورونا مقارنة بالجيوش الأخرى، وعززت الإجراءات ضد تفشي المرض من خلال منع الازدحام بين قوات الجيش خلال المهمات، تقليل الإصابات.
وتعد القوات المسلحة التركية واحدة من أكبر الجيوش في المنطقة، مع ما يقرب من 500،000 جندي ضمن قوات جيشها، لكنها تمكنت من درء جائحة فيروس كرونا، بأقل قدر من الضرر حتى الآن، بالمقارنة مع جيوش الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا ، فإن القوات المسلحة التركية لديها أقل عدد من المصابين بفيروس كورونا المستجد في صفوفها، بناءً على معدل المرضى إلى عدد الموظفين.
ومع ذلك، تتطلع وزارة الدفاع التركية إلى تعزيز إجراءاتها ضد تفشي المرض بلوائح جديدة، حيث حذرت الوزارة موظفيها العاملين في البلاد وخارجها من تجنب الأحداث المزدحمة، خاصة حفلات الزفاف والخطوبة حيث تكون مخاطر الإصابة عالية، وكان هذا أحدث إجراء يتم إضافته إلى قائمة طويلة من الاحتياطات في القوات المسلحة التركية، وتم الإبلاغ عن أكثر من 150 حالة إيجابية منذ مارس.
نجح الجيش التركي، الذي يحارب على جبهات متعددة، بما في ذلك عمليات مكافحة الإرهاب المحلية والعابرة للحدود ، في الحفاظ على أفراده محمية من الفيروس لفترة طويلة ويسعى جاهدًا، لتقليل تأثير الوباء على عملياته وأنشطته.
ويقول المسؤولون إنهم يتبعون "نهجًا استباقيًا" ويقومون بتحديث التدابير بناءً على اتجاهات الفيروس للحفاظ على سلامة الآلاف في الثكنات في 81 مقاطعة في تركيا وخارجها، حسب ما نشرته صحيفة ديلي صباح التركية، وفق ما ترجمته نيو ترك بوست.
وحديثًا أنشأت وزارة الدفاع مركز كومير للحماية من COVID-19 لتنسيق إجراءات الحماية مع الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى، حيث أصدر آخر تحذير له، بتجنب حفلات الزفاف بعد مناقشات مع السلطات الصحية.
يشرف كومير على الإجراءات في القوات المسلحة التركية عبر سلسلة القيادة، من مقر الأركان العامة التركية إلى مقرات القوات البرية والجوية والبحرية، ومن الحاميات الصغيرة إلى القواعد العسكرية مترامية الأطراف، كما يراقب المركز التطورات المتعلقة بالوباء في تركيا والعالم.
ويقوم المركز بتتبع حالات الإصابة بفيروس كورونا في القوات المسلحة التركية ويشارك في التخطيط والإدارة للسيطرة على الوباء، ويعمل على مدار الساعة، ولديه سيناريوهات ضد أي ارتفاع في الحالات، وهو على اتصال دائم بفروع مختلفة من القوات المسلحة التركية ويعقد موظفوها بانتظام مؤتمرات فيديو للتخطيط والاستجابات المختلفة لتفشي المرض، من خلال المركز أنشأ أيضًا فرق تعقب الاتصال الخاصة به والتي تقوم بمسح جهات الاتصال الأخيرة للمرضى للكشف عن المزيد من الحالات المحتملة المرتبطة بالمريض، وتساعدهم برمجيات مطورة عسكريًا في تتبع الحالات.
ونظرًا لأنه من الأسهل السيطرة على تفشي المرض داخل حدود تركيا، لا تزال الوحدات العسكرية في الخارج تواجه خطرًا أكبر، ولتحقيق هذه الغاية، تسعى القوات المسلحة التركية إلى الحد من انتشار الفيروس دون الحد من عمليات مكافحة الإرهاب، في شمال سوريا.
وشهد الموظفون ذوو الوظائف الحيوية، مثل الطيارين، تغييرًا في نوبات عملهم لمنع الاكتظاظ، بينما يتم تطهير كل شيء من الأسلحة إلى المركبات بانتظام.
كذلك يمثل المجندون مصدر قلق آخر للقوات المسلحة التركية، والتي على الرغم من الجهود المبذولة لتجديد كوادرها بالجنود المحترفين، لا تزال تعتمد إلى حد كبير على المجندين الجدد، حيث أجلت القوات المسلحة التركية، قبول المجندين الجدد بعد تفشي الوباء وتأخر تسريح المجندين.
لكن وزارة الدفاع عادت مؤخرًا إلى روتين تجنيد المجندين لكنه لا يزال حذرًا للغاية، حيث تتم مراقبة القاعات الجماعية والمهاجع بدقة للتأكد من اتخاذ التدابير وتوجيه الجنود للالتزام بالتباعد الاجتماعي أثناء استخدام الأماكن العامة، وأصبحت الجداول والأسرة بينها مسافة أكبر الآن، في حين تم تقليل عدد القوات التي تستخدمها، مع التخطيط الجديد لأوقات استخدام الأماكن المشتركة.
كان شعار الجيش في الأيام الأولى للوباء هو "البقاء"، وتم إلغاء جميع المهام وعمليات نقل القوات، بينما أُمر المجندون الذين يحق لهم الحصول على إجازة نهاية الأسبوع بالبقاء في ثكناتهم، كما تم إغلاق المدارس العسكرية، وألغى الجيش مناورات عسكرية محلية ودولية، وبالمثل، لم يُسمح للزوار بدخول القواعد العسكرية، وتم تجهيز كل قاعدة بكاميرات حرارية لفحص درجات حرارة أجسام الجنود.
جدير بالذكر إلى أن القوات المسلحة التركية تتطلع إلى مساعدة المدنيين في مكافحة تفشي المرض، بفضل مواردها وخبراتها الهائلة، وإن المنشآت التي تديرها وزارة الدفاع، مثل ورش إنتاج المعدات العسكرية، تنتج الآن معدات وأقنعة واقية للجمهور وموظفي الرعاية الصحية، وأنتجت حتى الآن حتى الآن 93 مليون قناع و500.000 بذلة واقية، بالإضافة إلى 245.000 لتر من المطهرات.