أعلنت قناة كان الإسرائيلية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس ضغوطًا على دولة قطر من أجل توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل.

وأكدت دولة قطر على لسان مسؤولين فيها لصحيفة أمريكية، أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل حل الصراع مع الفلسطينيين، جاءت تلك التصريحات">

أمريكا تضغط على قطر للتطبيع.. والدوحة ترد بالرفض

أمريكا تضغط على قطر للتطبيع.. والدوحة ترد بالرفض
أمريكا تضغط على قطر للتطبيع.. والدوحة ترد بالرفض

أمريكا تضغط على قطر للتطبيع.. والدوحة ترد بالرفض

أعلنت قناة كان الإسرائيلية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس ضغوطًا على دولة قطر من أجل توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل.

وأكدت دولة قطر على لسان مسؤولين فيها لصحيفة أمريكية، أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل حل الصراع مع الفلسطينيين، جاءت تلك التصريحات بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع مع إسرائيل في واشنطن.

العرض الأمريكي، حمل لقطر تطبيعها مع إسرائيل سيكون مقابل فك الحصار المفروض عليها من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ ثلاثة سنوات.

بدورها قالت مساعدة وزير الخارجية القطري لولو الخاطر، في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الأميركية، إن التطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يكون هو الحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإنما الحل يكمن في تطبيق قرارات مجلس الأمن وفي منح الفلسطينيين حقوقهم وإيجاد حل عادل لقضيتهم.

من جانبه التقى أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي والوفد المرافق له، في العاصمة القطرية الدوحة بداية الشهر الجاري.

وأكد على أن موقف بلاده يتوجه نحو تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس حل الدولتين، وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

قطر ودعم القضية الفلسطينية

مواقف قطر مع القضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظة، فرغم ما تعانيه من ضغوطات إقليمية عليها إلا انها ما زالت تحتضن رموز المقاومة الفلسطينية على أراضيها، وممول لكثير من المشاريع الإنسانية في غزة، وعلى رأسها المنحة الإنسانية لفقراء فلسطين.

وتاريخيًا لعبت الدوحة دورًا هامًا منذ سنوات طويلة في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، وهذه المواقف تنطلق من مبادئ وقيم أخلاقية وإنسانية ومصير مشترك، بدعم صمود الشعب الفلسطيني.

 

وتأييد حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، فقطر من أول الدول العربية التي تم فيها افتتاح مكتب لمنظمة التحرير، والذي تحول إلى سفارة بعد إعلان قيام دولة فلسطين في مؤتمر الجزائر عام 1988.

 

هذا الموقف الثابت دائمًا ما عبر عنه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في كافة خطاباته أمام المنظمات الدولية والإقليمية، وفي كافة لقاءاته ومباحثاته مع المسئولين الدوليين، فسموه يؤكد على أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية.

 

على أساس المرجعيات المتفق عليها وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين المتمثل في وجـود دولتين، إسرائيل وفلسطين على أساس حدود عام 1967، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين وفقا لقرار الجمعية العامة رقم 194.

 

كما يؤكد صاحب السمو دائما على أن قطر تقف داعمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتمسكها بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وعلاوة على ذلك فإن الدوحة تواصل تقديم الدعم المادي والسياسي والإنساني للشعب الفلسطيني.

 

وفي الوقت الذي تجاهلت فيه العديد من الأنظمة العربية وفي مقدمتها دول الحصار التي تتلاعب بحقوق الفلسطينيين، وتصمت على تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي، كانت قطر تطالب بأعلى صوت في المحافل الدولية والأممية؛ بوقف الاحتلال واتخاذ موقف دولي ثابت ضد تجاوزاته، وإيقاف عمليات الاستيطان، وخطط تهويد القدس العربية المحتلة.

 

ويعتبر الدور القطري هو الأبرز على مر التاريخ إذا ما قورن بما قدمته دول عربية وإسلامية أخرى من دعم لهذه القضية. ولعبت الدوحة دوراً بارزاً لإنجاز التوقيع على اتفاق الدوحة في 6 فبراير 2012، بين الفرقاء الفلسطينيين سواء من حركتي فتح أو حماس، والذي أفضى إلى الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. كما استضافت محادثات بين الحركتين ، بشأن عمل آليات تطبيق المصالحة الوطنية، ومعالجة العقبات التي حالت دون تحقيقها في الفترة الماضية.

 

ولم يتوقف موقف دولة قطر تجاه قضية فلسطين بصفة عامة عند الشجب والإدانة داخل أروقة المؤتمرات كما تفعل دول الحصار، بل تعدى ذلك إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للإخوة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. ولم تنس قطر واجبها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني،

 

فقد بلغت مساعدات دولة قطر الحكومية المقدمة لدولة فلسطين خلال الفترة 2010 ـ2017 حوالي ثلاثة بلايين وثمانمائة واثنين وسبعين مليون ريال قطري، بالإضافة إلى المساعدات غير الحكومية خلال الفترة 2010 ـ 2016، والتي قاربت على بليون وثلاثمائة وخمسة وأربعين مليون ريال قطري.

 

وهذه المبالغ الكبيرة تم توجيهها نحو المجالات الإنسانية والتنموية وقطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية، ورواتب الموظفين وتمويل الوكالات العاملة في مجالات المساعدات الإنسانية، كما تم أيضاً تقديم مبلغ 50 مليون دولار أمريكي لوكالة الأمم المتحدة (الأونروا) في يونيو 2018 لدعم قطاع التعليم ما أسهم في تمكين وكالة الأونروا من افتتاح مدارسها مع بداية العام الدراسي بدون تأخير.

 

كما أمر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 150 مليون دولار لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة وتأمين الوقود اللازم لتوليد الكهرباء. ويأتي تنفيذ المنحة القطرية بعد انتظار دام ما يزيد على ثلاث سنوات على إعلان قطر إنشاء صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة، وتبرع له بمبلغ ربع مليار دولار خلال القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت في يناير عام 2009، أي بعد العدوان الصهيوني على القطاع مباشرة.

 

تخفيف معاناة الشعب

كما تواصل دولة قطر دعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» لأداء ولايتها الهامة، فقد أعلنت دولة قطر في مؤتمر روما الاستثنائي عن التبرع بمبلغ 50 مليون دولار لصالح المنظمة الإغاثية.

 

دولة قطر كانت وما زالت في طليعة الدول التي تقدم الدعم الإنساني لصالح الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث استجابت للاحتياجات الإنسانية الكبيرة بإعلانها عن تعهد بمبلغ مليار دولار في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة، وقد أتمت بالفعل مشاريع إسكان ومنشآت عامة وبنى تحتية في القطاع.

 

وفي ظل المأساة الإنسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة، فإنه وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، تم تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للأشقاء الفلسطينيين لمعالجة مشاكل الكهرباء. كما تم صرف المنحة القطرية لـ27 ألفا من الموظفين المدنيين الفلسطينيين، حيث تأتي هذه الجهود من دولة قطر في إطار سعيها للقيام بدور إيجابي لصالح الاستقرار الذي نرى أنه ضروري من أجل تحقيق السلام المستدام.

 

قطر وممارسات إسرائيل

 

وعلى عكس دول الحصار، ترفض قطر أي صفقة تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة حق العودة والقدس في إطار الحديث الجاري عن صفقة القرن التي تلهث ورائها دول الحصار.

 

كما تعرب قطر باستمرار عن رفضها التام لأي إجراءات تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لأن من شأن مثل هذه الإجراءات تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين. وفي نفس السياق، تؤكد الدوحة دائما على رفض مخططات تهويد القدس وتغيير الأوضاع فيه أو نقل أي سفارة إلى هناك، كما ترفض الدوحة الاستيطان الإسرائيلي بكافة أشكاله وصوره.

 

مشاركة على: