تقرير: استمرار الاستهداف السافر أمام تضامن يكاد ينعدم
يصادف اليوم السبت، الذكرى ال24 ليوم التضامن العالمي مع الصحفي الفلسطيني، الموافق ل26 من أيلول/سبتمبر من كل عام، في ظل استمرار الاستهداف السافر الذي يتعرض له الصحفي، أمام تضامن يكاد يكون منعدما من قبل المجتمع الدولي.
ويأتي هذا اليوم، في ظل استمرار الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين الفلسطينين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه، غير آبهين للمواثيق والمعاهدات الدولية التي جاءت لتحمي حق كل صحفي لا يملك سوى قلمه أو عدسته من أجل نقل الحقيقة للعالم.
ورغم استمرار الممارسات القمعية ضد الصحفي الفلسطيني، وحرمانه من أبسط حقوقه، يستمر المجتمع الدولي والاتحادات الدولية والعربية للصحفيين، في صمتهم على هذه الممارسات والتجاوزات الإجرامية الغير أخلاقية واللاإنسانية المتواصلة، دون إصدار أية إدانة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب تقرير خاص لمركز "الميزان" لحقوق الإنسان الفلسطيني في 3 آيار/مايو الماضي، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، فإنّ جيش الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين الفلسطينيين أثناء تأديتهم لعملهم الصحفي وتغطيتهم الأحداث.
وأعلن المركز الفلسطيني، عن تسجيل أكثر من 249 انتهاكا بحق الصحفيين خلال تغطيتهم أحداث مسيرات العودة وكسر الحصار قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، التي انطلقت نهاية آذار/مارس 2018، وأخطر هذه الانتهاكات استشهاد صحفيين اثنين برصاص الاحتلال، وإصابة 102 بالرصاص والشظايا، و32 بأعيرة معدنية مغلّفة بالمطاط، و114 بقنابل الغاز المسيلة للدموع.
ويعتبر المصور والصحفي الفلسطيني الشهيد ياسر مرتجى، مثال حيّ عن جرائم جنود الاحتلال الإسرائيلي، والذي استشهد أثناء تغطيته احتجاجات يوم الأرض في 6 نيسان/أبريل 2018، في قطاع غزة، والذي يعتبر أول من أدخل كاميرا طائرة بدون طيار إلى غزة التي لا يوجد فيها مطار ولا ناطحات سحاب، وكان خبر استشهاده صدمة كبيرة لدى أهالي القطاع وكل من عرفه.
حيث يتفنن الاحتلال في انتهاكاته وممارساته القمعية بحق الصحفيين والعاملين في حقل الإعلام، من الاستهداف بالقتل والإصابة بجروح أو كسور أو حروق أو اختناق، أو الضرب المبرح، إضافة إلى تحطيم وإتلاف المعدات الصحفية، والاعتقال التعسفي دون أي وجه حقّ، ومنعهم من الوصول إلى مناطق الأحداث.
كما ستبقى عين المصور الفلسطيني معاذ عمارنة، التي فقدها جراء إصابته برصاص قناص العدو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أثناء تغطيته للمواجهات التي اندلعت بالخليل الفلسطينية احتجاجا على سياسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين، شاهدة على حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، الذي لا يجيد سوى اللغة الهمجية.
كما تتعمد قوات الاحتلال تدمير وقصف وإغلاق مقرات وسائل الإعلام الفلسطينية، وتدمير مركباتها على خلفية تغطيتها الإعلامية، في تعدٍ سافر لمبادئ وقواعد القانون الإنساني الدولي.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، في ال3 آيار/مايو الماضي، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصّحافة، عن استمرار قوات الاحتلال اعتقال صحفيين فلسطينيين في سجونها، أقدمهم المعتقل محمود عيسى من مدينة القدس منذ عام 1993، والمحكوم عليه بالمؤبد، لتقويض دورهم في الكشف عن جرائمه، في محاولة لمصادرة حرية الرأي والتعبير التي تكفلها جميع الشرائع والحقوق الدولية.
كما ينتهج الاحتلال حربا شرسة ضد المحتوى الفلسطيني، وذلك بالتواطئ مع شركات التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، لاستهداف الصفحات الإخبارية والحسابات الخاصة بالصحافيين والنّاشطين في الشان الفلسطيني.