هل نجحت تركيا في التعامل مع فيروس كورونا ؟
بدأت تركيا في بداية إبريل/نيسان فرض حظر التجول على من تقل أعمارهم عن عشرين عاما وعلى الذين تجاوزوا الــ 65 من العمر في عموم تركيا.
وبعد ذلك أعلنت الحكومة التركية سلسلة إجراءات لمواجهة انتشار الفايروس، تشمل حظر الدخول إلى 31 ولاية أو مغادرتها، ومنع دخول المتاجر أو الأسواق دون ارتداء كمامات الوجه، إضافة لمنع التجول الجزئي.
وبذلك دخلت البلاد رسميا ضمن قائمة الدول العشر الأكثر تضررا، وحلت بالمركز العاشر عالميا.
اتخذت الحكومة التركية سلسلة إجراءات، بدأت من تقليص عدد ساعات العمل في المتاجر والمؤسسات، ووقف صلاة الجماعة في المساجد وإغلاق مواقع الاكتظاظ الأكثر قابلية لنقل العدوى كصالونات الحلاقة والتجميل، والأسواق الشعبية، ومنع التجمعات أو تناول الطعام في المطاعم
ثم قللت السلطات التركية من أنشطة وسائل النقل والمواصلات، وأغلقت مطار صبيحة الدولي بمدينة إسطنبول وأوقفت الرحلات الجوية الداخلية بالكامل ونقلت تعليم المدارس والجامعات إلى النظم الإلكترونية.
ومع بداية يونيو/حزيران أعلن الرئيس التركي إلغاء حظر التجول وعودة الحياة على طبيعتها كما كانت عليه في السابق.
السيطرة على الوباء
نجحت تركيا في أخذ إجراءات قوية منذ بداية انتشار الفايروس ساهمت في تراجع اعداد المصابين والوفيات وارتفاع أعداد المتعافين تمثلت في حظر التجول لإيام.
حيث حتى إعداد هذا التقرير وصب عدد الإصابات منذ انتشار الوباء في تركيا إلى 312.966 أما الوفيات فقد بلغت 7929 والمتعافين إلى 273 ألف.
تأسيس مجلس علمي
في تركيا تم تأسيس المجلس العلمي لمكافحة وباء كورونا قبل أن تصنفها منظمة الصحة العالمية بـ"الجائحة" ، في العاشر من كانون الثاني/يناير .
فيما تركزت مهمة اعضاء المجلس العلمي على إطلاع المجتمع التركي من خلال وسائل الإعلام، وكذلك وفرت وزارة الصحة التركية معلومات آنية تتعلق بالجائحة وإنشاء خط استشارات عبر تطبيق الواتساب، إلى جانب ان أكثر من مليون مواطن حصلوا على خدمات الرعاية المنزلية المجانية.
ومع بدء الجائحة عملت تركيا على إجلاء أكثر من 40 ألف مواطن تركي من أكثر من 75 دولة حول العالم.
وأشار وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أن 88 دولة طلبت من تركيا المساعدة، وسارعت تركيا بمدها بالكمامات وألبسة واقية ونظارات ومواد فحص لفيروس كورونا كألمانيا طلبت مليوني كمامة طبية، وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا، التي تعتبر أكثر البلدان الأوروبية تضرراً بالفيروس.
القطاع الصحي قوي
ساهم النظام الصحي لتركيا بمواجهة الوباء، حيث عملت على دمج المستشفيات الحكومية ومستشفيات التأمين والمستشفيات المؤسسية للاستخدام المشترك ليتمكن كافة شرائح المواطنين من العلاج.
كما وسارعت تركيا بإنتاج أجهزة التنفس للمصابين وتجهيز 5400 سيارة مجهزة بالكامل و19 طائرة اسعاف وتوظيف ما يقرب من 400 ألف من الموارد البشرية، ورفعت ميزانية الرعاية الصحية لنحو 2.719 مليار دولار.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن عن افتتاح مستشفى يعد الأضخم في إسطنبول، وهو مخصص لمساعدة البلاد في مكافحة فيروس كورونا. ويتسع المستشفى الواقع في باشاك شهير لـ 2682 سريراً، وتبلغ مساحة البناء للمستشفى مليون متر مربع.
وبداية هذا الشهر افتتح الرئيس التركي أيضا، مدينة "البروفيسور سليمان يالتشين" الطبية، في منطقة "كوز تبه" بالشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول.
وقال في كلمة له خلال الافتتاح: "مع افتتاح مدينة البروفيسور سليمان يالتشين الطبية اليوم بإسطنبول، يرتفع عدد المدن الطبية في عموم تركيا إلى 16".
تجربتين لتطوير اللقاح
أفضت التجارب العلمية التركية إلى تقدم ملموس في دراسات تطوير اللقاح لفايروس كورونا نجحت تجربتان كما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
التجربتان اللتان نفذتا على الحيوانات من مجموع 8 دراسات ما زالت جارية، وقد يطرح للاستخدام بداية عام 2021.
وبهذه التجارب باتت تركيا تنافس عدة دول في العالم تسعى لإنتاج اللقاح وبيعه للدول.