قاضي الإنسانية الأمريكي.. يحاكم لاجئ سوري
اشتهر بلقب قاضي الإنسانية، ويعرف بتعاطفه مع المتهمين بالمخالفات المرورية، القاضي فرانك كابريو، أمريكي الجنسية، يبلغ من العمر 80 عامًا.
ظهرت إنسانيته مع الكثير من القضايا المرورية التي عرضت عليه، واشتهر له مقطع محاكمة لاجئ سوري في الثّمانين من العمر متهم بمخالفة تتعلق بركن سيارة في غير مكانها.
المسن شرح للقاضي عذره في ارتكاب المخالفة، متكلما بلغة إنكليزية مفهومة رغم تقدمه بالسن، وقال إنه ركن السيارة قرب المتجر وذهب لإحضار العشاء، ولم يتجاوز الأمر عشر دقائق، ولدى عودته وجد على السيارة مخالفة بقيمة 30 دولار.
القاضي مبتسمًا وملاطفًا كعادته، سأل المتهم عن عمره وصحته، فأجابه السيد سيف، بأن صحته جيدة وحمد الله عليها، مضيفًا: "أنا أشكر الله كل يوم على كل ما أعطاني، وأدعوه أن يعود السّلام لبلدي وللناس جميعا".
وتابع: "السّلام، السّلام، السّلام، الحرب شريرة وقاسية، نحن نحتاج للسلام من الله، وأنا أريد السّلام لكل النّاس".
شاهد.. قاضي الإنسانية الأمريكي، خلال محاكمة لاجئ سوري بتهمة مخالفة مرورية. pic.twitter.com/bOw49aHuQN
— وكالة نيو ترك بوست (@newturkpost) September 29, 2020
السيد سيف كما ناداه القاضي، سوري الجنسية من مدينة دمشق، هجر منها بسبب ما تشهده سوريا من حرب، سأله القاضي حول ما الذي يريده أن يفعله له؟
فأجاب: "أحتاج مساعدتك لإزالة المخالفة، وأريد المساعدة لبلدي ولكل أبنائه لأنّ كلّ شيء مهدّم… الكنائس والمساجد والمدارس والمخابز، لا يوجد كهرباء… أريد المساعدة لتحقيق الحرّيّة لكلّ أبناء بلدي".
القاضي رد على اللاجئ السوري بكل لطف ودعم، ووجه رساله للعامة فحواها "بإمكاننا جميعًا أن نأخذ درسًا من الاستماع للسيّد سيف، نحن نقرأ الجرائد، ونشاهد التّلفاز في الّليل، ونظنّ دائما أنّنا نعلم جيدًا ما يحصل في العالم، البعيد عنا ولا يؤثر علينا بشكل مباشر".
وتابع: "عندما نقف وجهًا لوجه أمام الأشخاص المتضرّرين مما يحدث في ذلك الجزء من العالم، ونرى أثر ذلك عليهم، والحب الذي يحملونه لوطنهم، فإنّ هذا أمر مؤثّر جدّا، يدفعنا لفتح أعيننا على ما يحدث، ولنتذكّر أنّنا جزء من هذا العالم فكل منا لديه أسلافٌ قَدِموا من أماكن أخرى".
وجاء رد القاضي، بشكل إنساني، حيث قام بإسقاط الدعوى عن السيد سيف، وأعفاه من دفع المخالفة، وقال له في النهاية: “لقد أحسنت صنعا”.
تعتبر هذه الحادثة، ليست الأولى من نوعها، فتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعة كبيرة من الفيديوهات، التي يبثها برنامج تلفزيوني لجلسات الحكم من “محكمة بروفيدانس” الأمريكية.