حدثًا فلكيًا نادرًا لن يتكرر إلا بعد 15 عامًا
أفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبوزهرة، أن كوكب المريخ يصل، اليوم الثلاثاء، إلى أقرب مسافة من كوكبنا وسيظهر بعرض 22.6 ثانية قوسية، ويبعد 62.07 مليون كيلومتر، وذلك قبل أسبوع من حدوث التقابل، ولن يقترب لمثل هذه المسافة مرة أخرى لمدة 15 عامًا قادمة أو حتى سبتمبر 2035.
للمقارنة كان المريخ في اقترابه التاريخي عام 2003 في أقرب مسافة منذ حوالي 60 ألف عام وهو الآن أبعد قليلاً عن الأرض مما كان عليه في ذلك الوقت، ففي 27 أغسطس 2003 كان المريخ على مسافة 55.76 مليون كيلومتر، وسوف يتكرر بشكل أفضل في 28 أغسطس 2287 عندما سيكون الكوكب الأحمر على مسافة 55.69 مليون كيلومتر، وفقًا لصحيفة «الوئام» السعودية.
يمكن ملاحظة أن وصول المريخ إلى أقرب مسافة والتقابل لا يحدثان في نفس التوقيت، ويرجع السبب إلى أن الكوكبين يدوران حول الشمس في مدارات اهليجية وليست تامة الاستدارة وليسا على نفس المستوى بالضبط، حيث يكون الفاصل الزمني بين تقابل المريخ وأقل مسافة مع الأرض 8.5 يوم (عام 1969)، أو أقل من 10 دقائق (عامي 2208 و2232).
يستغرق كوكب المريخ 687 يومًا للدوران حول الشمس والمرور بتغيراته الموسمية ويمر باعتدالين وانقلابين، وعند اعتدال المريخ عندما تبدو الشمس تعبر خط الاستواء السماوي للمريخ، بينما الانقلابات تمثل اللحظة التي تكون فيها الشمس في أقصى موقع لها في أقصى الشمال أو الجنوب في سماء المريخ.
يعتبر المريخ الكوكب الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جدًا، في حين أن الكواكب الأخرى مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئياً بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء.
يمكن رصد المريخ، مساء الثلاثاء، بسهولة بالعين المجردة حيث سيبدو كنقطة ضوئية مشتعلة بلون برتقالي باتجاه الأفق الشرقي بداية الليل، وفي الأفق الغربي الغرب قبل الفجر وعند استخدام المنظار الثنائي سوف يظهر كنقطة ضوئية بدون معالم واضحة تماماً وكأنك تنظر إليه بالعين المجردة، لذلك فإن المناظير لا تصلح لرصد المريخ.
لرؤية قرص المريخ يحتاج الراصد لاستخدام تلسكوب مقاس 8 بوصات وأكبر ويفضل استخدام مرشحات لونية لتحسين الرصد، فهناك مجموعة كبيرة من الفلاتر اللونية المناسبة.
بشكل عام، ستمنح الفترة من 6 أكتوبر إلى 28 أكتوبر الفرصة لرؤية معالم مختلفة لسطح المريخ اثناء دوران الكوكب حول محوره، وعلى عكس أغلب الأحداث الفلكية التي تستمر لفترة قصيرة أو لليلة واحدة، ستوفر فترة هذا الحدث عدة أسابيع العديد من الفرص للرصد المتكرر وتحسين مهارات المراقبة.