هكذا كرمت بشكتاش شهيدة كورونا..الممرضة النبيلة
حرصت السلطات التركية في بلدية بشكتاش الواقعة في قلب إسطنبول، على تكريم ضحايا فيروس كورونا المستجد، الذين يعملون في القطاع الصّحي، وعلى رأسهم الممرضة "ديليك أكتشابيلين" التي توفيت عن عمر يناهز 30 عامًا بعد قصة حزينة مع الوباء.
جاء ذلك وفق ما نشرت صحيفة "حورييت" التركية اليوم السبت، وترجمت وكالة "نيوترك بوست".
حيث تم إطلاق اسم الممرضة "ديليك أكتشابيلين" على حديقة المدينة، وذلك بقرار من قبل سلطات بلدية بشكتاش، تكريما لهذه الممرضة التي أدت واجبها بكلّ إتقان منذ بداية فيروس كورونا، ولم تتأخر للحظة عن بذل ما بوسعها للمصابين.
وكانت أكتشابيلين تعمل منذ 10 سنوات في قسم العناية المركزة بمستشفى محمد عاكف إرسوي للتدريب والبحوث في إسطنبول، وفي 11 نيسان/أبريل الماضي أصيبت بفيروس كورونا، وقد كانت حينها تعاني من حمل صعب بابنها الأول، وبعد ثلاثة أيام من دخولها المشفى أجريت لها عملية قيصرية لأن جسمها الهزيل الضعيف الذي أنهكه الفيروس لم يعد قادرا على تحمل الجنين.
منح الله الممرضة النبيلة ثوانٍ لرؤية أولى فرحتها، ابنها الذي كان يزن 2.5 كيلو، ليكون آخر ما رأته لتفارق الحياة إلى الأبد، ونزل خبر وفاتها كالصاعقة على كلّ موظفي مستشفى محمد عاكف، الذين انتابهم حزن عميق.
تأتي هذه اللفتة الإنسانية من بلدية بشكتاش شكرا وتقديرا للجهود التي يبذلها موظفي الصّحة، الذين اختاروا أن يكونوا في طليعة المكافحين ضد الوباء الذي حلّ بكل دول العالم.
وعبّر رئيس بلدية بشكتاش على افتخاره بنضال أكتشابيلين، التي كافحت من أجل الآخرين لترحل هي في الأخير، تاركة وراءها طفلها الصغير، لتضاف إلى الممرضات اللواتي سرقهن فيروس كورونا عبر العالم، ال600 ممرضة.
كما تقدم رئيس البلدية بالشكر والامتنان لجميع العاملين في القطاع الصحي، داعيا بالرحمة والمغفرة لمن فقدوا حياتهم أثناء تأدية عملهم في ظل الظروف الصحية الخطرة.
وطلب من المواطنين التضامن ومساعدة هؤلاء المناضلين من أجل التغلب على الظرف الصعب الذي يعيشه كل العالم.
وتم بناء جدارية تمثيلية للعاملين في القطاع الصّحي، في الشارع الرئيسي في بشكتاش، حتى تبقى ذكراهم حية لدى جميع سكان المنطقة، تقديرا لتفانيهم في عملهم خلال هذه المرحلة الحرجة.