تقرير: 23 أكتوبر 1923..تاريخ يعني الكثير للأتراك
يحيي الأتراك حكومة وشعبا، في هذا اليوم من كلّ عام ذكرى مميزة جدّا في تاريخ الجمهورية التركية الحديثة، وهي ذكرى إعلان مدينة أنقرة عاصمة للبلاد.
ففي ال13 تشرين الأول/أكتوبر 1923، أعلن البرمان التركي أنقرة عاصمة للبلاد، عقب مدينة إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت لا يتجاوز 25 ألفا، لكن مكانتها السياسة بعد حرب الاستقلال مكنتها من أن تصبح عاصمة للجمهورية التركية الحديثة.
ورغم مرور 97 عاما عن الذكرى، لا يزال الأتراك يتذكرون هذا اليوم ويتذكرون معه نضال الجيش التركي والمحاربين القدامى ضد الاحتلال، والذين قدموا أرواحهم فداء الاستقلال.
حيث تصدر وسم "13 أكتوبر 1932" بالتركي "13Ekim 1923" الترند التركي، اليوم الثلاثاء، وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي في تركيا على نطاق واسع هاشتاغ التاريخ الذكرى، وكذا إسم أنقرة والذكرى 97.
وشارك في التغريد للذكرى ال97 لإعلان مدينة أنقرة عاصمة للجمهورية التركية الحديثة، الكثير من الشخصيات السياسية والفنية، منهم وزراء ومسؤولين، والذين لم يفوتوا هذه المناسبة للافتخار بعاصمة بلادهم التي أضحت إحدى أكبر عواصم الدول الأوروبية المتقدمة والمتطورة.
تعد أنقرة (Ankara) ثاني أكبر مدينة تركية من حيث عدد السكان بعد إسطنبول، تقع وسط البلاد حيث يحدّها من الشرق "قيريق قلعه" ومن الشمال الشرقي "تشانكيري" ومن الشمال الغربي "بولو" ومن الغرب "أسكي شهير" ومن الجنوب "قونية" ومن الجنوب الشرقي "قر شهير" و"أق سراي" ويتركز فيها النشاط السياسي والدبلوماسي، وهي مركز صناعي وتجاري مهم، وتقدم صورة واضحة عن تركيا الحديثة.
تُعتبر من الوجهات السياحيّة الرّائعة، حيث تستقطب العديد من السيّاح من مختلف أنحاء العالم، وتتميّز المدينة بتصميمها المعمارّي الرّائع، بالإضافة إلی تُراثها الغني، وكانت المدينة تُعرف قديماً باسم "انجورا".
وتتميّز العاصمة التركيّة بمناخها الدّافئ المُعتدل، كما تتميّز باحتوائها علی العديد من الجامعات، كـَجامعة أنقرة، جامعة باشنكت، جامعة أورهان غازي، جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعيّة، جامعة الشّرق الأوسط التقنيّة، وجامعة حجة نبتة، وجامعة يلديرم بيازيد.
يوجد بها قبر مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، كمال أتاتورك، كما دُفِن فيها الشاعر العربي الشهير امرؤ القيس.
كما يوجد بها معالم تاريخية، أهمها قلعة أنقرة الني تُعدّ من أهم الأماكن السياحيّة في المدينة، وهي عِبارة عن قلعة أثريّة، لم يتمّ تحديد تاريخ بنائها الى وقتنا الحاضر، لكن الوثائق التاريخيّة تؤكد أنّ جميع الحضارات الّتي سَكَنَتْ أنقرة استخدمت القلعة، لحماية المدينة من الأعداء، وتتميّز القلعة بحصانتها الرّصينة والقويّة، وعماراتها الهندسيّة الدّقيقة، ويُمكنك زيارتها والتجوّل فيها، واستكشاف معالمها عن قُرب، والتمتّع بقضاء أجمل الأوقات فيها.
