في ذكرى وفاء الأحرار.. هل نشهد صفقة أخرى؟
الصفقة الأكبر في التاريخ الفلسطيني بخروج ما يزيد عن 1027 أسير، بعملية أمنية معقدة، سطرت رحلة كفاح جديد من الفلسطينيين، ضد أسطورة الإرهاب العالمي "إسرائيل"، فتزينت فلسطين بنور أبناءها بعد عشرات السنين، التي قضوها في سجون الاحتلال.
تمر اليوم الأحد الثامن عشر من تشرين أول/ أكتوبر الذكرى التاسعة لصفقة وفاء الأحرار، التي آلت لخروج 1027 أسير فلسطيني، من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد سنوات عجاف، قضوها في غياهب السجن، وسط سوط السجان ومعاناة فراق الأهل والأحباب.
جاءت الصفقة بعد عملية أسر جلعاد شاليط، والتي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في قطاع غزة، بتاريخ 25 يونيو 2006، ليبقى أسيرًا لدى كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، لما يزيد عن 5 سنوات.
تمكنت المقاومة خلال تلك الفترة الكبيرة، من الاحتفاظ بالجندي الإسرائيلي، بعيدًا عن أقوى أجهزة المخابرات في العالم "الشاباك الإسرائيلي"، حيث كشفت المقاومة لاحقًا عن وحدة الظل المسؤول المباشر عن الاحتفاظ بجنود الاحتلال الأسرى لديها، بعيدًا عن الأضواء.
عملية أسر جلعاد شاليط
استهدف رجال المقاومة الفلسطينية، في الموعد المحدد، مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، من لواء جفعاتي كانت تتمركز ليلاً في موقع كيريم شالوم العسكري التابع للجيش الإسرائيلي على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية وما يسمى بإسرائيل.
أسفرت العملية عن مقتل جنديان وإصابة 5 آخرين بجروح وأسر الجندي جلعاد شاليط، ذو الأصول الفرنسية، لعائلة نعوم وأفيفا شاليط وهم يهود من أصل فرنسي هاجرا لفلسطين قبل عدة عقود.
بقبضة المقاومة
مكث جلعاد شاليط في قبضة المقاومة الفلسطينية، لمدة 5 سنوات، أكرم خلالها بتعاليم الإسلام، بعكس ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين، من ويلات العذاب على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، أو ما تعرف بمصلحة السجون، حيث شوهد في وقت لاحق للصفقة، في مشاهد شواء على شاطئ بحر غزة، ضمن رسالة للمقاومة الفلسطينية، هكذا نعامل أسراهم، فانظروا لما يتعرض له أسرانا.
مراحل وفاء الأحرار
سميت الصفقة بهذا الاسم، كناية عن وفاء المقاومة الفلسطينية لأسراها داخل سجون الاحتلال، التي حملت على عاتقها الإفراج عنهم، مهما كلف ذلك من أثمان.
وجاء اليوم الموعود، بإتمام صفقة شهدت بها شوارع غزة أطياف من الفرح والسعادة، فبعد مرور عشرات السنوات، لما يزيد عن 1027 أسير جلهم من المحكوميات المؤبدة، والتي تطلق عليهم إسرائيل "الأيدي الملطخة بالدماء".
نفذت المرحلة الأولى من الصفقة بتسليم الأسير الإسرائيلي لدى المقاومة خلال عملية أمنية معقدة، حيث تحركت مركبات المقاومة الفلسطينية، نحو معبر رفح المصري، لتسليم الجندي للوسيط، والذي كان وقتها جمهورية مصر وسيط للعملية، والتي تكللت بنجاح، دون غدر قوات الاحتلال.
وضمن المرحلة الاولى تسلم الفلسطينيين، ما يزيد عن 450 أسيرًا فلسطينيًا، و 27 أسيرة فلسطينية، من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتضمنت المرحلة الثانية بعد شهرين من الأولى بتاريخ 18 ديسمبر 2011، الإفراج عن 550 أسيرًا، حيث سبق الصفقة الإفراج عن 20 أسيرة مقابل شريط فيديو يثبت أن الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية على قيد الحياة.
وأوفت المقاومة الفلسطينية، بصفقة وفاء الأحرار، لأسراها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، لتمر 9 سنوات على تلك الصفقة، وما يزيد عنم 15 عامًا على أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
أعادت المقاومة الفلسطينية، حكاية وفاء جديدة، بعد أسر 4 من جنود الاحتلال الإسرائيلي، اثنين منهم خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.
هدار غولدين وأورون شاؤول: وهما جنديان تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القاسم الجناح العسكري لحركة حماس من أسرهما خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014.
أفيرا منغيستو: وهو جندي إسرائيلي من أصول إثيوبية، هاجر مع عائلته ويقطن في عسقلان، ويقول الاحتلال إنه دخل قطاع غزة بالخطأ وحده، بينما تفيد مصادر المقاومة أنه تم أسره خلال عملية مخطط لها.
هشام السيد: وهو فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية ويسكن بمنطقة حورة في النقب، ويقول موقع واللا الإسرائيلي إنه دخل غزة عمدًا، بينما أعلنت كتائب القسام أنه من الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها.
وتبقي المقاومة الفلسطينية الأسرى لديها، ضمن سراب وحدة الظل، لا علم عنهم سوا ما يسمح بكشفه رئيس أركان المقاومة الفلسطينية، محمد الضيف، فهل نشهد عما قريب صفقة وفاء الأحرار الثانية، لتبهج أعين ذويهم برؤيتهم من جديد، بعد سنوات من الضنك في سجون الاحتلال الإسرائيلي.