تعرف على أسباب ورمزية تسمية سفن التنقيب التركية
لإضفاء طابع ازدهار تاريخي.. تركيا تلجأ لتسمية سفنها تيمناً بالعصر العثماني، فأطلقت ألقاباً كالفاتح وأوورتش رييس "رييس عروج" والقانوني ويافوز عليها.
توجهت تركيا لتسمية سفن التنقيب التي صنعتها بأيادي محلية وخامات وطنية كاملة، بأسماء رموز عثمانية إسلامية، تاريخيي، لتطفي عليها الطابع التاريخي لتلك الأسماء، ولتكرس اسمهم في العصر التركي الحديث، مستمدةً من أسماءهم صفاتهم النبيلة وتحديهم للصعوبات. فما هي دلالات كل منها؟
فاتح
كانت أول سفينة تنقيب أطلقتها تركيا، ففتحت الطريق لبدء عمليات التنقيب في المتوسط، تماماً كما فتح السلطان العثماني محمد الثاني القسطنطينية أمام العثمانيين، والذي لقب بعدها بالفاتح.
وتعد سفينة فاتح من أفضل 5 سفن حول العالم لامتلاكها تكنولوجيا فائقة، فهي تمتلك قدرة على إجراء عمليات تنقيب تصل إلى 12.2 ألف متر تحت الماء، كما أن طول الفاتح يبلغ 229 متراً، وعرضها يصل إلى 36 متراً.
أوروتش رييس
أما أوروتش رييس أو عروج رئيس، كما يسميها البعض، فانطلقت حاملة اسمها المثير للجدل، واشتدت معها الخلافات بين دول المنطقة كافة، حين أرسلتها تركيا لإجراء كشف للزلازل وأبحاث شرق المتوسط.
بحسب التاريخ التركي فإن أوروتش ريس هو شقيق البحار المعروف نجم الدين برباروس وإلياس برباروس، وهم من أشهر البحارة الأتراك، وكانوا يعملون في التجارة فيجلبون البضائع من سوريا، ومصر، وليبيا، إلى الأناضول. ومع رغبة أوروتش في توسيع تجارتهم، واجهتهم قوات جزيرة رودوس، واشتبكوا في معركة، قضى فيها إلياس، وأسر أوروتش 3 سنوات. لكنه لم يبق طويلاً في الأسر.
قضى أوروتش حياته في مواجهة الاوروبيين، وفي كثير من الأحيان كانت الغلبة له ولقواته فسيطروا على منافذ المتوسط.
يذكر طول سفينة أوروتش يبلغ 87 متراً، أما عرضها 23 متراً. وتستطيع أوروتش تنفيذ عمليات مسح ثلاثية الأبعاد للزلازل تصل 8 آلاف متر تحت البحر، وثنائية الأبعاد بعمق 15 ألف متر.
القانوني
كما أكمل السلطان سليمان القانوني الخلافة بعد وفاة جده السلطان الفاتح، وكانت له منجزات عظمى، صرح وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركية فاتح دونماز أن "سفينتنا القانوني..ستضفي قوة على قوة سفينتنا الفاتح".
يذكر أن السلطان القانوني كانت له منجزات عديدة فيما يخص الرقعة الأوروبية، كفتح بلغراد، وجزيرة رودس، وبلاد المجر.
وتشمل مهام سفينة القانوني، دعم سفينة الفاتح في مهام البحث والتنقيب عن الغاز.
يافوز
على اسم غازي يافوز سلطان سليم خان الأول، كما يكتب بالعثمانية. وهو تاسع سلطان للدولة العثمانية، وأول من لقب بأمير المؤمنين من سلاطينها. وهو القاطع أو الشجاع عند الأتراك. في عهده اتسعت رقعة الدولة العثمانية لتشمل الشرق العربي ولا تنحسر في الغرب الأوروبي.
أطلقت تركيا سفيتنها يافوز رداً على العقوبات الأوروبية المفروضة عليها جراء إطلاقها سفناً للتنقيب. ومهمة السفينة هي البحث والتنقيب مع سفينتي القانوني والفاتح عن الغاز في المتوسط.
جدير بالذكر أن مشروع فيليوس خطط له في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وبدأ تنفيذه عام 2016 بعد ما يقارب 150 عاماً.
