تقرير: الرئيس أردوغان يستذكر شاعر القدس باكديل
أحيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذكرى الأولى لوفاة الشاعر والأديب التركي الكبير، نوري باكديل، داعيا له بالرحمة والمغفرة.
وكتب الرئيس أردوغان في تغريدة عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الأحد: "في ذكرى وفاته، نترحم على شاعر القدس الراحل نوري باكدل، ونتذكر بإجلال الاسم الاستثنائي لأدبنا، الذي أنار آفاقنا بأعماله".
وتوفي الأديب والشاعر التركي الكبير، نوري باكديل، في ال18 تشرين الأول/أكتوبر 2019، عن عمر ناهز 85 عاما، تاركا وراءه ديوان ثري "الأمهات والقدس" الذي ضم أعماله الشعرية وحركته الفكرية والأدبية على حد سواء، وقال في أحد الأبيات: "أحمل القدس كما أحمل ساعة يدي"، وفي بيت آخر يقول "امشِ أخي، ولتهُب قوة القدس".
لُقب الأديب التركي ب"شاعر القدس"، بسبب دفاعه المستميت عن القدس وقضيتها العادلة منذ عقود طويلة، حيث كتب عن القدس، حبا ودفاعا، ونصرة، حتى نال هذا الللقب عن استحقاق وجدارة.
وفي 2015، افتتحت وزارة التربية والتعليم المدرسة التركية الأساسية للبنات في مدينة نابلس، والتي أقيمت بتمويل من وكالة التنسيق والتعاون التركي "تيكا"، وتحمل اسم "نوري باكديل".
واشتهر بأنه كان يأخذ معه دائما ثلاث صور أثناء السفر هي صورة القدس وآلة كاتبة وحقيبة يد، وفي ديوانه "الأمهات والقدس" يتناول القدس بصفتها أُما، ومعراج النبي والمنطلق للعالم الميتافيزيقي، وكذلك قلب الحضارة الإنسانية، إضافة إلى أنها قِبلة تركيا "التي انكسرت رقبتها وهي تنظر إلى الغرب".
من الأبيات التي تضمنها ديوان شعره:
عِش جبل الطور
أين قبلتك يا قدس
أحمل القدس مثل ساعة في يدي
إن لم تضبط الوقت وفق القدس
يضيع الوقت هباء
تتجمد
وتعمى عينك
تعال
كن أُما
لأن الأم تبني قدسا من طفل
عندما يصبح المرء أبا
يحيي القدس في قلبه
رثته العديد من الشخصيات التركية على رأسها الرئيس أردوغان، وكذلك شخصيات فلسطينية أهمها رجل الدين المسحي، ورئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس، الأب مانويل مسلّم، الذي لم يسبق له أن التقى "شاعر القدس"، لكنه رثاه بعد رحيله بأبيات من قصائده الشعرية.
وكتب في رثاه قائلا: "أنت يا شاعر القدس نوري باكديل كنت تميل نحو القدس فانتقلت بالموت من أنقرة إلى قلب القدس، إلى الأقصى المبارك؛ وهناك على جدرانه وفي قلبه يعيش اسمك وذكراك".
وأضاف: "يا شاعر القدس، أنت في بؤبؤ عين القدس اليَقِظَة وإن كان جسدك الطاهر دفينا في أنقرة؛ القدس تنظر في ساعة تحريرها وترى فيك عقاربا تتقدم ثانية نحو خلاصها؛ فمن أحب القدس دفع عقارب ساعة غسيل آثار القدم الصهيونية الهمجية عن ساحاتها وشوارعها وأزقتها وكنائسها ومساجدها".
وتابع يرثيه: "يُحب القدسَ هو ابن القدسِ، تربيه القدس على بعدها القومي والحضاري والديني والثقافي والوطني؛ من هنا كان إبداعك كأديب وشاعر وثائر".
وأردف: "الذي يذكر اسم القدس يسمع صدى صوته، وقد اندمج في تهاليل المؤمنين الساجدين في الأقصى والقيامة يقطف ثمار القدس الروحية؛ ومن يذكر القدس في الأرض تذكره القدس أمام عرش الله وتطلب له الرحمة والغفران مع شهداء القدس وقدّيسيها".