هل تتواطؤ السلطات الألمانية مع شبكة إتجار الجنس؟
عاشت الطفلة مريم تفاصيل مؤلمة، لكن البعض يشير إلى وجود شبكة كاملة تعمل في تجارة الجنس وتكشفت بانتشار قضية مريم. فهل قضية الطفلة محض افتراء على دار رياض للأطفال في مدينة كوبلنز، أم أن السلطات الألمانية تتواطؤ مع الشبكة مؤكدةً شكوك البعض؟
رواية الطفلة وذووها
اغتصاب من رجال ونساء بعلم معلماتها وأحياناً مشاركتهم، واستخدام أدوات جنسية، وتخدير كامل وجزئي، واعتداء بالضرب والإهانات اللفظية، كله بوجود كاميرات وإضاءة لتصوير الوقائع، في روضة أطفال حصلت على رخصة تهدف إلى التربية والتعليم.
لم تكن مريم ذات الأربعة أعوام الطفلة الوحيدة كما صرحت أمها، بل أشرك المغتصبون أطفالاً آخرين في حفلات "بيدوفيليا" أقيمت بهدف تصويرها. وأضافت أن الأطفال أجبروا على مشاهدة ممارسة المغتصبين لجنس جماعي، وأن عدد من اعتدوا عليها كان بين 5- 8 أشخاص. ولإجبار الطفلة على تحمل الألم وكتم الصراخ وضعوا لها ما يشبه الحجر في فمها.
وأكدت الأم أن المغتصبون حقنوا الطفلة في أماكن متفرقة من جسدها، خاصةً عند المفاصل والأعضاء التناسلية. وعمدوا إلى تخدير الطفلة عبر إعطاءها لبان وحلويات تستخدم للتنشيط الجنسي.
وأضافت الأم أن الطفلة عانت من تشوهات في الشرج، ونزيف مهبلي وشرجي، كما أنها تعاني من صعوبة في التبول وحتى الجلوس، عدا عن المشاكل النفسية، حيث أن الطفلة تعاني من كوابيس مفزعة تراودها باستمرار.
السلطات الألمانية
أعلن مكتب الادعاء العام في مدينة كوبلنز الألمانية أن التحقيق الأولي بشأن قضية الطفلة مريم أغلقت وذلك لعدم كفاية الأدلة. وحسب ما أشار البيان فإن الكشف الطبي عدا عن عثوره على بعض الكدمات الحمراء في جسد الطفلة، خلا من أي أدلة أخرى قد تشير إلى وقوع اعتداء.
وبحسب البيان فإن اختبارات الحمض النووي أكدت وجود بعض الإشارات ولكنها لا تدل بالضرورة على وجود اعتداء. ووفقاً لتلك الاختبارات فإنه تم العثور على حمض نووي أنثوي في ملابس الطفلة الداخلية، لكن الأثر أصغر من أن يعتمد عليه كدليل جنائي، وأن الأحماض النووية لا تعود إلى حيوانات منوية، بحسب البيان.
وتزعم السلطات الألمانية أن الشهادة التي أدلت بها الطفلة فيما يخص وصف المغتصبين ومسرح الجريمة يتنافى والواقع.
رد الأب
وفي بث حي ظهر فيه الأب ليطالب بإعادة فتح القضية وإجراء تحقيق عادل، أكد الأب أن بعض الجهات تمارس الضغوطات لتغيير مسار التحقيق في القضية. وصرح أن ما حدث ليس سلوكاً شاذاً يخص بعض الأفراد وحسب وإنما هي منظومة كاملة، إذ إن عائلة من دورتموند وأخرى من السويد اتصلوا به مؤكدين تعرض أطفالهم لما تعرضت له مريم تماماً.
تجربة كنتلر
جرت قضية الطفلة مريم ذكرى تجربة مريعة عاشتها ألمانيا سابقاً، حيث أجرى عالم النفس الألماني هلموت كنتلر تجارب سمح فيها لأشخاصٍ مهووسون بالأطفال جنسياً بتبني أطفال. وحسب كنتلر فإن النتائج الأولية للتجربة تكللت بالنجاح وأن العلاقات الجنسية بين الأطفال وآباءهم بالتبني لم تؤثر سلباً على الأطفال. لكن وفي عام 2010 أدلى اثنان من الأطفال الذين خضعوا للتجربة في طفولتهم عن مدى الأثر النفسي الذي خلفته تلك التجربة في دواخلهم.
وبحسب ما تتداوله الصحف فإن التجربة كانت سرية ولكن وبعد تحقيق السلطات في الأمر تبين أن التجربة تمت بموافقة كاملة من سلطات برلين الغريبة. وأن أسماءً كبيرة تبين أنها ضليعة في التجربة.
جدير بالذكر أن التجربة دامت ثلاثين عاماً ولكنها لم تكشف للعلن إلا عام 2015.