عشاق فن الزمن الجميل يتذكرون ملك العود..فريد الأطرش
أحيا عشاق الطرب العربي الأصيل، ذكرى ميلاد "ملك العود" فريد الأطرش، واحد من أهم مطربي الزمن الجميل، كان له من اسمه نصيبًا، فكما كان اسمه فريد، فصوته أيضًا كان فريدًا، قدم مئات الأغاني التي حفرت اسمه بحروف من نور، شهدت حياته ملامح درامية كانت كامنة وراء مشاعر الحزن والشجن التي بدت ملامحها في أغانيه وألحانه.
ولد المغني الحزين كما كان يلقب، في ال19 تشرين الأول/أكتوبر عام 1917، في بلدة القريا في جبل الدروز بسوريا، كانت عائلته عريقة في النضال التاريخي والسياسي ضد الاحتلال الفرنسي بمنطقة الشام، وعام 1925 وبعد وفاة والده، هاجر هو وعائلته وأشقائه ومن بينهم شقيقته اسمهان إلى مصر هربًا من الفرنسيين، بسبب وطنية والدهم الذي قاتل ضد الاستعمار الفرنسي.
كان فريد يحب الموسيقى عندما كان طفلًا، حيث أعجب بشدة بمغنٍ في إحدى المقاهي، لكنّه لم يستطع تحمّل شراء كوبٍ من الشاي هناك ليستمع له. كان يقف خارج المتجر بشكلٍ مستمر ليستمتع بالموسيقى هناك، حتى أثار استماعه للعرض دون أن يدفع ثمنه غضب أحد الموظفين القائمين على المقهى، وفاجأه بصب دلوٍ من الماء البارد عليه، سار فريد في شوارع القاهرة آملًا أن تجف ثيابه، لكنّه عاد قبل ذلك إلى المنزل، ونام بثيابه المبتلّة ليتجنّب ردة فعل أمّه الغاضبة. أصابته في اليوم التالي حمى شديدة اضطر معها للفّ نفسه بالصحف ليبقى دافئً.
من أبرز أغاني فريد الأطرش التي لا تُنسى، أغنية "الربيع"، و"أول همسة"، والموسيقى المميزة "لحن الخلود"، و"توتة" و"رقصة جمال"، وغنّى أغانٍ أخرى أخف مثل "نورا نورا"، "هلت ليالي" و"جميل جمال"، و"حبينا"، وبقيت هذه الأغاني على درجة عالية من الشهرة حتى هذه الأيام.
اشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975، ومن أهم أفلامه "حبيب العمر"، و"عهد الهوى"، و"رسالة من امراة مجهولة"، و "انتصار الشباب"، و"لحن الخلود"، و"نغم في حياتي".
لحن فريد الأطرش لعدد من كبار الفنانين والفنانات، هم أسمهان، وإسماعيل ياسين، وسميرة توفيق، وتحية كاريوكا، وثريا حلمي، وسامية جمال، وسيد سليمان، وشادية، وفايزة أحمد، صباح، وعصمت عبد العليم، فتحية أحمد، ليلى الجزائرية، مها صبري، نادية جمال، دلال الشمالي، وديع الصافي، وعصام رجي، ونادية فهمي، ونور الهدى، ووردة الجزائرية، وفهد بلان، ومحرم فؤاد، ونازك، طروب.
تُوفي فريد الأطرش عام 1974 في "بيروت"؛ إثر العودة من رحلةٍ علاجية إلى لندن، عن عمرٍ يناهز الستين عامًا، تاركًا فيلمًا لم ينتهِ من تصويره.