ماماك التركية.. حتى الحيوانات الضالة لها كرامة

بدأت بلدية ماماك بالعاصمة التركية أنقرة، وبالتنسيق مع مجموعة من محبي الحيونات، تهيئة إحدى الغابات في منطقة إمراهور وتحويلها لحديقة جديدة تحت إسم "قرية باتيلي"، لتوفير حياة كريمة للحيوانات الضالة، بالتزامن ودخول فصل الشتاء البارد.

جاء ذلك وفق ما ذكرته وكالة "إخلاص" التركية، اليوم الأربعاء، وترجمت وكالة "نيوترك بوست".

وشرعت خلال هذه الأيام فرق تابعة لمديرية الشؤون الفنية، بتعبيد الطرق الوعرة المؤدية إلى الجبال والغابات حيث تعيش الحيوانات الضالة، لتسهيل عملية ايصال الطعام والماء لها.

كما قامت السلطات البلدية بتركيب كاميرات أمنية على مشارف القرية، لمتابعة هذه الحيوانات والسهر على سلامتها، وتخصيص لها بيوت صغيرة تقيها برد الشتاء القارس الذي طرق الأبواب.

وصرّح نائب رئيس بلدية ماماك، الملا علي جيتين، بأنه يتابع عن كثب عملية تهيئة مناطق تواجد الحيوانات الضالة، مؤكدا أن مصالح البلدية في خدمة "أصدقاؤنا الحيوانات"، من خلال إيصال لهم الماء والطعام بشكل دوري إلى المراكز الرئيسية التي حددتها البلدية.

ودعا جيتين المواطنين، إلى عدم نسيان "أصدقاء الشارع من الحيوانات"، وذلك بالتعاون مع مصالح البلدية في تقديم لهم الحاجيات الضروري، وذلك أمام أبواب المنازل.

وفي 2015، انطلقت فكرة مشابهة وهي تأسيس مأوى "باتي بارك" في منطقة إمراهو، لإيواء الكلاب الضالة، وبعد أربع سنوات من تأسيسها في 2019، أصبح المأوى يضم نحو 500 كلب، مع توفير لهم جميع متطلبات الحياة من طعام وماء، وخصصت لهم سيارة تنقل لهم الطعام، وتنقلهم إلى المشفى في حال تعبهم.

وللأتراك علاقة وطيدة مع الحيوانات الأليفة، خاصة القطط والكلاب، لا يمكن لزائر إحدى المُدن التركية ألاّ يلاحظ ذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه الأهالي لهذه الحيوانات.

حيث تسير الكلاب بحرية في الشوارع، وتستلقي قرب أبواب المحلات دون أن يزعجها أحد، في حين تعتبر القطط الحيوانات المدللة لدى الجميع، مما جعلها تقترب من المارّة دون خوف، وتتمدد في حجورهم بدلال، وتتمشى في الشوارع بتبختر ودلال.

يعامل الأتراك الحيوانات الأليفة بلطف شديد، يميزهم عن باقي المجتمعات الأخرى سواء العربية أو الغربية، فإحسانهم إليها ليس من باب الرفق فقط بل أيضا للحفاظ على الهوية التركية التي تعتبر هذه الحيوانات جزء من جمالياتها، خاصة في المدن السياحية الكبرى مثل إسطنبول وغيرها.