تقرير: وعد بلفور.. تشريع لأكبر سرقة في تاريخ البشرية
يتذكر الفلسطينيون داخل فلسطين المحتلة، وفي الشتات، في 2 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، إحدى الذكريات الأليمة في تاريخ القضية المؤلم، ما يعرف بذكرى وعد بلفور الشؤوم ، وعد "من لا يملك لمن لا يستحق".
يحيي الشعب الفلسطيني اليوم الاثنين، الذكرى ال103 لصدور الوعد الذي شرّع لأكبر سرقة في تاريخ البشرية، وذلك عام 1917، عندما تعهدت الحكومة البريطانية في رسالة من رئيس خارجيتها آرثر جيمس بلفور، بتأسيس وطن قومي للشعب اليهودي، على أرض فلسطين التي كانت تحت حكم الخلافة العثمانية ولم يكن اليهود يمثلون فيها سوى 3 إلى 5 % من إجمالي السّكان.
وتضمن نص الوعد، الذي أرسله بلفور لأحد زعماء الحركة الصهيونية، اللورد ليونيل دي روتشيلد، لنقلها إلى الاتحاد الصهويني لبريطانيا العظمى وإيرلندا، افتتاحية عاطفية متبوعة بتعهد أصحاب الجلالة في المملكة البريطانية، لبذل جميع جهودها من أجل تحقيق غاية اليهود بإقامة دولة لهم على تراب أرض فلسطين.
وجاء نصها كالتالي: "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهويد، وستبذل كل جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".
وأضاف بلفور: "على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وجاءت فكرة الوعد بعد خوف وزير الخارجية البريطاني من فكرة هجرة اليهود إلى شرقي أوروبا، وانتقالهم إلى المملكة العظمى، وكان الأخير من المؤيدين لاستغلال بلاده لليهود خاصة في دعمها خلال الحرب العالمية الأولى، لكن رافضا لوجودهم في الداخل.
ونجح بلفور الماكر في اقناع دولته في اصدار الوعد الذي حمل إسمه في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917.
وبعد نجاحه في ابعاد اليهود عن أوروبا والمملكة العظمى، وإقامة لهم وطن على أرض شعب عربي، زار الأراضي الفلسطينية في عام 1925، وشارك في افتتاح أول جامعة عبرية هناك، حيث لقيت زيارته استنكارا واسعا من قبل الفلسطينيين أصحاب الأرض الذين خرجوا في مظاهرات مناهضة لقراره الجائر.
يحاول الشعب الفلسطيني هذا العام وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والهرولة العربية غير المسبوقة للتطبيع مع دولة الاحتلال، وبمرارة إحياء هذه الذكرى المشؤومة، وذلك من خلال إقامة ندوات ومظاهرات سلمية ومحاضرات، من أجل تأكيد رفضهم القاطع للوعد الذي منحه من لا يملك لمن لا يستحق، مشدّدين على صمودهم وتمسكم بوطنهم فلسطين التي كانت ولازالت وستبقى أرض عربية مهما حاول الاحتلال ومؤيديه إثبات الرواية الكاذبة المزعومة.