الجزائر تفقد أحد كبار مجاهديها وأيقونة الحراك وصديق القضية الفلسطينية
فقدت الجزائر في الساعات الأولى من يوم الخميس، أحد قادة الثورة التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي، المجاهد لخضر بورقعة، وأحد أصدقاء القضية الفلسطينية، وأيقونة الحراك الشعبي السّلمي، عن عمر ناهز 87 عاماً، على إثر إصابته بفيروس كورونا.
ومع انتشار خبر وفاته، من قبل نجله عبر حسابه الخاص على موقع "فيسبوك"، سارع مسؤولون في الدولة وسياسيين ومثقفين لتقديم تعازيهم لعائلة الفقيد، مذكرين بنضاله ضد الاحتلال الفرنسي.
كما تداول بعض الناشطين وصية المجاهد المؤثرة، وهي "أن لا يكرهوا بلادهم الجزائر، مهما كانت الظروف، لأن التغيير سيأتي إن شاء الله".
ونشرت وسائل إعلام جزائرية، قبل أسبوعين، نبأ إصابة المجاهد بورقعة بفيروس كورونا، ونقله لتلقي العلاج في إحدى مستشفيات العاصمة الجزائرية.
ويعتبر بورقعة أحد أبرز قادة الثورة التحريرية "ثورة نوفمبر المباركة (1954-1962)، ضد الاحتلال الفرنسي، الذين قادوا ثورة كانت مصدر إلهام لعشاق الحرية عبر كامل أنحاء العالم.
وبعد استقلال الجزائر، أدخل للسجن بسبب اصطدام مواقفه مع مواقف رفاقه الذين تولوا حكم البلاد حينها، ومكث فيه 7 سنوات.
كان من أشد المعارضين للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وكان ضمن الشخصيات البارزة التي شاركت في الحراك الشعبي الذي قاده الجزائريين ضد النظام والعهدة الخامسة، حتى لقب ب"مجاهد الثورتين".
سُجن في العام 2019 بتهمة "إهانة هيئة نظامية، والمساهمة في إضعاف الروح المعنوية للجيش"، بعد تولي الرئيس الحالي عبد المجيد تبون الرئاسة، أفرج عنه.
عُرف عن المجاهد مناصرته للقضية الفلسطينية، ورفضه القاطع لجميع أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، شارك في العديد من المبادرات الداعمة للشعب الفلسطيني داخل الجزائر وخارجها، ما جعل بعض الشخصيات الفلسطينية تقدم تعازيها للجزائر، من بينها القيادي في حركة المقاومة الفلسطينية، سامي أبو زهري، والذي قدم تعازيه للجزائر حكومة وشعبا لرحيل أحد كبار مجاهديها.