تقرير: فاكهة الجنّة وصانعة البهجة التركية تسحر البريطانيين
أُكتُمِلت فرحة مزارعي ولاية بيلجيك غربي تركيا، مع انطلاق موسم جني فاكهة الرمان الحلو، نوع "سن الإبل"، الذي تشتهر به المنطقة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفية "ميلييت" التركية، اليوم الخميس، وترجمته وكالة "نيوترك بوست"، فإن المزارعين جدّ راضيين عن ما حققوه خلال هذا العام، معتبرينه موسما وافرا، حيث تمكنوا من جني نحو 6 آلاف طن، وهذا بفضل المناخ المحلي المناسب في المنطقة.
ويزداد الطلب على هذه الفاكهة التي يصفها أهالي بيلجيك ب "صانعة البهجة"، من قبل المواطنين، حيث يتراوح سعر كيلو رمان بين 2.5 و3 ليرات، كما يزيد عليه الطلب من قبل أصحاب المطاعم والمقاهي لاستخدامه في صناعة العصائر.
وأشار مزارعي بيلجيك أن أغلب المشترين من التجار يأتون من ولايات أخرى، في مقدمتها إسطنبول وأنقرة وبورصة وكوتاهيا، نظرا لجودة منتوج هذه الولاية التي تعتبر مهد الزراعة والتاريخ العثماني العريق.
وتتركز زراعة رمان بيلجيك في منطقة إنحسار ذات المناخ الممتاز، والغنية بالمياه الجوفية، والتي تقع بالقرب من ولاية سكاريا التي تضم أحد أكبر الأنهار في البلاد، وهذا ما جعل فاكهة الرمان تنمو جيدا وتنضج بسرعة وبأحجام كبيرة إضافة إلى حلاوتها.
وأشار رئيس بلدية إنحسار أنه بعد التقدم الذي تم تحقيقه في هذا المجال بدأ التخطيط لإطلاق مشروع كبير بهدف تصدير المنتوج إلى الخارج، وهذا انطلاقا من الأصداء الجيدة التي وصلتهم من أصدقاء في إنجلترا ودول أخرى.
من جهته صرّح مسعود كابلان، عضو أكاديمي بقسم الأغذية بجامعة بيلجيك إدبالي، بأن "أشجار رمان إنحسار تعتبر تاريخية حيث تم زراعتها منذ قرون" مشددا على "ضرورة الحفاظ وحماية هذه الفاكهة التاريخية، التي رغم مرور السنين لكن مازالت تقدم لنا منتوجات وافرة".
وأضاف كابلان أن فوائد الرمان لا تختصر على فاكهته اللذيذة فقط، فبذوره أيضا تحتوي على فوائد عظيمة، ومنذ القدم تستخدم لصناعة الأدوية، التي توصف لمرضى القلب والأوعية الدموية، لاحتواء الرمان على العناصر المضادة للأكسدة.
ولفت إلى أن "هناك دراسات علمية أثبتت أن العناصر الموجودة في الرمان "المضادة للأكسدة" أقوى ثلاث مرات من الموجودة في الشاي الأخضر، إضافة إلى احتواء الرمان على عناصر غذائية مهمة جدا لنشاط جسم الإنسان".
ويعتمد مزارعي ولاية بيلجيك على زراعة الرمان نظرا لخصوبة الأرض واعتدال المناخ، مما يساعد على تحقيق إنتاج وفير وبجودة عالية من جهة، وزيادة الطلب على هذه الفاكهة من جهة أخرى، مما جعل المزارعين مرتاحين في تحديد أسعار تتناسب وأتعابهم.
وأعرب مزارعي المنطقة عن رضاهم التام بما يحققونه كل سنة، من أرباح جيدة تمكنهم من تحقيق حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.
ويعتبر الرمان من أقدم الفواكه الموجودة على الأرض، ويسمّى بفاكهة الجنة، فهو غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تحافظ على سلامة الجسم وتقلل من علامات الشيخوخة، وله فوائد عديدة.