الأبطال الخفيون في تركيا.. يعملون بلا كلل رغم مخاطر كورونا
يعمل جامعو القمامة بإخلاص شديد وهم يرتدون القفازات والقبعات والأقنعة والملابس الخاصة في أيديهم، ويقومون بجمعها من خلال التجول كل يوم نهارًا وليلاً، بغض النظر عما إذا كان الملايين من الناس مصابين بالفيروس أم لا.
موضحين أنهم يبقون بعيدين عن عائلاتهم أثناء عملية الوباء، فهم قلقون عندما يعودون إلى منازلهم، ويتوقع "الأبطال الخفيون" للوباء الاحترام والتقدير من المواطنين.
وتشير الاحصائيات إلى أن شخصًا واحدًا فقط في إسطنبول ينتج كيلوغرامًا واحدًا من القمامة في اليوم، حيث يقوم عمال النظافة بجمع هذه القمامة كل يوم، حيث يقومون بواحدة من أكثر المهن خطورة في ظل ما يشهده العالم من وباء فيروس كورونا.
الكثير من الأشخاص لديهم فرصة للعمل عن بعد أو من المنزل، لكن عمال النظافة لا يمكنهم ذلك، فهم يجمعون القمامة التي أنتجها ملايين الناس وألقوها في الشارع دون أن يعرفوا ذلك.
وأجرت صحيفة تركية مقابلة ميدانية مع عدد من عمال النظافة في بيوغلو، حيث أشاروا إلى الصعوبات التي يواجهوها بعملية نقل القمامة، خاصة مع الخوف من فيروس كورونا.
وأشار العامل سيركان بيتشي، 42 عامًا، إلى أنه يبقى بعيدًا عن أسرته أثناء الوباء، وقال "لم نتمكن من العودة إلى المنزل بسهولة بعد انتهاء العمل، العملية محفوفة بالمخاطر لأننا نقوم بأعمال التنظيف، وينتقل الوباء من الناس".
وتابع: "نقوم أيضًا بجمع نفايات الأشخاص، لذا فإن الخطر مرتفع، والمواطنون لا يحترموننا، هناك من يرمي القمامة على رؤوسنا، يرون القمامة على الأرض قائلين: سوف تمسح، وسوف تنظف نحن بشر أيضًا، ونحاول القيام بعملنا بقدر ما نستطيع".
أما عن عادل دانيشمانيك، 48 عامًا، قال إن عملهم أصبح أكثر صعوبة مع الوباء وأنه كان من الصعب كسب لقمة العيش، كونه يعيل عائلته المكونة من 4 أشخاص وهو الخامس ولديه طفلين.
وصرح بأنهم كانوا حريصين للغاية على حماية أنفسهم منذ اندلاع الوباء، وقال: "إننا نغادر المنزل كل صباح بملابس نظيفة، ونغير ملابسنا في موقع البناء ونبدأ العمل، وعندما ينتهي آخذ ملابس العمل إلى المنزل وأغسلها كما أقوم بغسل يدي ووجهي وأستحم وأقترب من أطفالي".