وسط جدل كبير .. استطلاع يكشف حقيقة استعداد المواطنين لتلقي لقاح كورونا
بالرغم من تسابق العديد من الدول على الحصول على اللقاح إلا أن الجدل لا يزال قائماً في جميع الأوساط حول فعالية لقاح فيروس كورونا في التحصين من المرض.
ويتساءل البعض هل هو الحل النهائي لإنهاء الوباء الذي اجتاح العالم، وذلك بعد ظهور أصوات تشكك في جدواه
كما مازالت القضية مثار جدل في كثير من الأوساط، ومن الأسئلة التي تراود الجميع حول أعراض اللقاح ومتى لا يجب أخذ اللقاح ، وهل هناك اختلاف بين اللقاحات فهذه تساؤلات لا زالت تحير ليس فقط الناس العاديين وإنما أهل الاختصاص نظرا لتعقد هذا الوباء الفتاك.
المتصدر على الساحة الآن لقاحان ضد فيروس كورونا يتصدران قائمة اللقاحات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. لقاح بيونتيك وفايزر ولقاح موديرنا. أما الشركات المصنعة الأخرى فهي على وشك الموافقة على منتوجاتها
والفرق بين اللقاحين المتاحين حاليًا ، يتشابه اللقاحان، بيونتيك وفايزر، وموديرنا، في آلية العمل "الحمض النووي الريبوزي المرسال" - "mRNA". فكلا اللقاحين يضاعفان من بروتينات ضعيفة أو معطلة في الخلايا البشرية التي لا تسبب المرض للجسم بل تكتفي بإشعاره بالمرض، وتحفزه على إنتاج الأجسام المضادة لبناء جهاز المناعة ضد الوباء الفتاك.
أما الفارق الرئيسي بين اللقاحين فيكمن في التخزين. لقاح موديرنا يمكن تخزينه في ثلاجة منزلية عادية لمدة تصل إلى 30 يوما وليس من الضروري تبريده إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر مثل لقاح بيونتيك وفايزر.
ولكن بالرغم من الحديث المتواصل حول اللقاح إلا أن نسبة عالية من الناس أظهرت عدم استعدادها لتلقي اللقاح.
فقد أظهر استطلاع للرأي قامت به وكالة نيوترك بوست كشف أن نسبة كبيرة من المواطنين ترفض تلقي التطعيم ضد فيروس كورونا.
ويرجع سبب ذلك لهشاشة التحليلات والدراسات حول مدى جدوى التطعيم، وهذا من شأنه أن خلق لدى الناس تخوف كبير من تلقي هذا اللقاح
ولكن لماذا يخاف الكثيرون من لقاح كورونا المتوقع ويرفضونه؟
أفردت شبكة سي إن إن تقريراً مطولا تحدثت فيه عن الأسباب التي تدفع الناس للخوف من لقاح فيروس كورونا
وقال نيل جونسون، الفيزيائي في جامعة جورج واشنطن الذي يدرس حالة الشك في اللقاحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الاعتراضات الأربعة الأكثر شيوعا من قبل الناس هي: الأمان، وما إذا كان هناك حاجة للقاح، وثقة المؤسسة وشركات الأدوية، وعدم اليقين الملحوظ في العلم.
ويرى علماء أن اللقاحات هي أكثر الأدوات فعالية في مكافحة الأمراض المعدية، حيث تمنع 6 ملايين حالة وفاة كل عام.
وقال الدكتور أنتوني فاوشي، كبير علماء الأوبئة في الولايات المتحدة، إن إعطاء لقاح فيروس كورونا للعديد من الأشخاص يمكن أن ينهي الوباء، ووجدت دراسة في مجلة لانسيت الطبية أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء عمليات الحظر والإغلاق بشكل كامل.
و تعتبر التشكيك في اللقاحات مشكلة أزلية في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن هناك علامات على انتشار الشك في أماكن أخرى. ففي البرازيل تجري شركات بريطانية وصينية وأمريكية تجارب انتقدت مجموعة صغيرة من المعارضين على وسائل التواصل الاجتماعي "لقاح الصين".
و كشف التقرير أنه في أفريقيا تنتشر معلومات مضللة حول استخدام البرنامج كغطاء لجعل معظم سكان المنطقة عقيمين. وأضاف: "الخوف من ذلك كبير جدا، خاصة في الدول النامية"’.
وبين التقرير أن الآراء ليست هي نفسها في جميع أنحاء العالم، فقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة ويلكم جلوبال مونيتور عام 2018 أن 95% من سكان جنوب آسيا يعتقدون أن اللقاحات آمنة وهو أعلى رقم من أي مكان في العالم.
وشهدت جائحة كورونا انخفاضا في التطعيمات في جميع أنحاء العالم، ويعزى ذلك إلى حد كبير لإغلاق المدارس والمخاوف المتزايدة من زيارة العيادات، لكن الباحثين قالوا إن "التردد في اللقاح قد يمثل العقبة التالية".
ووجدت العديد من استطلاعات الرأي بأن سرعة تطوير اللقاح كانت أكبر مصدر قلق للناس، حيث إن تطوير معظم اللقاحات استغرق من 10 إلى 15 عاما.
وقال جيريمي وارد، الذي نشر دراسة حول التردد في أخذ اللقاح لشبكة سي إن إن: "من الواضح أن هناك سببا يدعو للقلق، تعجيل الخطوات والسرعة لإيجاد لقاح جديد".
وأضاف: "أعتقد أن العامل الرئيسي هو الثقة في المؤسسات".
وقالت إدراة الغذاء والدواء الأمريكية هذا الأسبوع إنها لن تقطع أي طريق يهدف إلى تطوير لقاح، وقال وزير الصحة الفرنسي إن البلاد لن توافق على لقاح لم يجتز المرحلة الثالثة من التجارب.
وأكدت حكومة المملكة المتحدة أن تجاربها تتبع مسارا محددا مسبقا بمعايير عالية، وأن سرعة تطوير اللقاح كان بسبب زيادة الاستثمار والدعم.
ويقول الخبراء إننا بحاجة إلى استراتيجية بشأن موعد إنتاج اللقاح، التي تغطي من سيتلقى اللقاح أولا وكيف سيتم توزيعه، والخيارات المختلفة الممكنة، وكيفية معالجة مخاوف الناس.
وفي حزيران/ يونيو قال فاوتش؛ي إن هناك خطة موسعة للوصول إلى المجتمع والتحدث إليه، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.
وشدد وارد على أن هذا لا يتعلق فقط بإقناع الناس بأن اللقاح آمن، بل يتعلق بفعل كل ما هو ممكن للتأكد من أنه آمن بالفعل وقال: "عندما تنتج لقاحا جديدا وبهذه السرعة، فلا يقتصر الأمر على التواصل مع الناس، بل على الشفافية أيضا واتخاذ القرارات الصحيحة".