100 ألف شهيد فلسطيني ارتقوا منذ عام 1969 حتى يومنا هذا
أحيا الشعب الفلسطيني اليوم الخميس ذكرى يوم الشهيد، التي تصادف يوم 7 كانون الثاني/يناير، من كل عام، والذي كان قد أعلن عنه لتخليد ذكرى الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الأرض، في عام 1969.
ويتذكر الفلسطينيون في فلسطين وفي أرض الشتات، في هذا اليوم ومن كل عام، أهاليهم وأقاربهم وجيرانهم، وأبناء وطنهم الذين استشهدوا دفاعًا عن وطنهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة القدس العربي، فقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا منذ احتلال العصابات الصهيونية فلسطين عام 1948، حتي يومنا الحالي، 100 ألف شهيد.
وبين التقرير أن 100 ألف شهيد، ارتقوا منذ أحداث “النكبة” عام 1948، وحتى نهاية 2020، من بينهم نحو 11 ألفاً استشهدوا منذ بداية الانتفاضة الثانية التي امتدت من عام 2000 إلى 2005 وحتى اليوم.
ووفق التقرير الذي نشره الإعلام الرسمي، فقد بيّن أن عام 2014، وهو العام الذي شنت فيه إسرائيل حربا شرسة ضد قطاع غزة، دامت 51 يوما، كان أكثر الأعوام دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وارتقى خلال ذلك العام 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة، غالبيتهم خلال العدوان، أما خلال عام 2019 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 151 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء في عام 2020، 48 فلسطينيا، كما شهد الأسبوع الأول من 2021 استشهاد شاب في الخليل.
ومن بين الشهداء من سقط في مجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948، حين طردت نحو مليون فلسطيني بالقوة من مدنهم وقراهم، وهجرتهم إلى مخيمات اللاجئين في الضفة وغزة والأردن وسوريا ولبنان، فيما قضى آخرون خلال مواجهات شعبية، خلال الدفاع عن أرضهم حين كانوا يتصدون للاحتلال والاستيطان، وتحديدا خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، والثانية عام 2000، فيما استشهد آخرون في عمليات اغتيال نفذت داخل وخارج فلسطين، وبعضهم خلال معارك الثورة الفلسطينية.
كما سقط العديد من الشهداء في العمليات العسكرية التي نفذها الاحتلال في الضفة وغزة، واستخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا، وآخرون في مجازر متعمدة، أبيدت فيها عوائل بالكامل.
كذلك سقط العديد من الشهداء في صفوف الأسرى، بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي، فيما سقط آخرون في عمليات إعدام ميداني متعمدة على الحواجز العسكرية.
ومن بين العدد الإجمالي للشهداء، هناك أطفال رضع ونساء ورجال ونساء طاعنين في السن، وشبان في مقتبل العمر.
ولا تكتفي سلطات الاحتلال بقتل الفلسطينيين، بل تعمل أيضا على ترك مأساة حزن دائمة لأهالي العشرات منهم، من خلال احتجاز جثامينهم.
ووفق الإحصائيات الرسمية، فقد بلغ عدد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي خلال العام المنصرم 13 جثمانا، ليرتفع عدد الجثامين المحتجزة خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى 73، إضافة إلى 254 جثمانا محتجزة منذ عام 1968 في “مقابر الأرقام”، ليبلغ العدد الإجمالي لجثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي 327 جثمانا.
وتخليدا لذكرى هؤلاء الشهداء، انطلقت في المناطق الفلسطينية، الأربعاء، عدة فعاليات لإحياء يوم الشهيد الفلسطيني، بعنوان “أحياء يرزقون”، والتي تشمل زراعة ما يزيد على 20 ألف شجرة زيتون، تخليدا لهم.
وتأتي الفعالية بمبادرة من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وبرعاية الرئيس محمود عباس، وتشمل في مرحلتها الأولى زراعة 19 ألف شجرة زيتون في 400 موقع في الضفة الغربية وقطاع غزة، تحمل كل منها اسم شهيد من شهداء فلسطين، كما سيتم وضع نصب تذكاري ولوحة رخامية بأسماء الشهداء.
وقال مدير عام الشؤون الشبابية في المجلس الأعلى للشباب والرياضة، أمين عام تجمع أسر الشهداء، محمد صبيحات، إن المرحلة الأولى من المبادرة ستشمل أسر الشهداء المتواجدين داخل فلسطين، وتمت دعوتهم للمشاركة في زراعة أشجار تحمل أسماء أبنائهم وبناتهم من الشهداء.
وتقدم الفعالية دعماً معنويا لذوي الشهداء، وللتأكيد على دعمهم والوقوف إلى جانبهم من كافة الفلسطينيين.
ويوم الشهيد الفلسطيني، أعلن عنه عام 1969، بعد أربعة أعوام على ارتقاء أول شهيد فلسطيني بالثورة الفلسطينية المسلحة (الشهيد أحمد موسى سلامة)، وهو أول شهيد لحركة فتح والثورة الذي استشهد في الأول من يناير عام 1965، بعد أن نفّذ عمليته “نفق عيلبون”.
ويأتي أحياء هذا اليوم لإرساء الروابط بين الأجيال الفلسطينية المتعاقبة، حيث يستذكر فيه الشعب الفلسطيني الشهداء الذين ارتقوا في كافة مراحل الثورة الفلسطينية ومسيرة النضال الوطني الطويل من كافة الفصائل وفي جميع المواقع داخل الوطن وخارجه وفي السجون وعلى الحدود وشهداء الأرقام الذين ما زال الاحتلال يحتجز جثامينهم.