زواج التجربة.. جدل حول أزمة حقيقية أم تغطية على هموم المصريين ؟
الأزهر أكد أنه بدعة وخبراء التربية يؤكدون على ضرورة تحمل المسؤولية:
" زواج التجربة" مصطلح جديد امتلأت به الساحة الإعلامية المصرية ، وأثار جدلا واسعا في الأوساط الدينية والاجتماعية ، على خلفية الزيادة الكبيرة في حالات الطلاق خاصة بين حديثي الزواج حيث شهدت معدلات الطلاق ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بصورة ملفتة.
البداية جاءت من خلال أحد المحامين الذي تبنى فكرة المشروع بهدف وضع شروط لإتمام عقد الزواج من بينها أن تظل العلاقة الزوجية محل تجربة خلال مدة زمنية محددة يقرر الزوجان بعدها إما الاستمرار أو الانفصال.
وبالرغم من الموقف المبكر لمؤسسة الازهر برفضض الفكرة جملة وتفصيلا واعتبار هذه الشروط باطلة وغير ملزمة لعقد الزواج إلا أن الحديث في وسائل الإعلام والجدل حول القضية المثارة لم يتوقف بعد إعلان الأزهر عن موقفه الواضح.
المحامي أحمد مهران الذي أثار هذا الجدل يقول أنه استوحى الأمر من عادة " القائمة " وهي إحدى العادات المصرية الشهيرة التي اعتاد المصريون كتابتها قبل الزواج، ويتم فيها توثيق كل مفردات الأثاث المتاح في شقة الزواج ويتم تسجيله باسم الزوجة ضمانا لحقها حال الطلاق.
ويقول مهران أنه اقترح وجود عقد قانوني ملحق بعقد الزواج يتضمن الشروط غير المادية التي يتفق عليها الزوجان قبل الزواج، ليكون بمثابة رادع قانوني في حال لم يلتزم أحد الطرفين بتلك الشروط ، ومن بين هذه الشروط التوافق على مدة معينة يتم خلالها اختبار هذه البنود.
الأزهر: زواج التجربة فاسد
موقف مؤسسة الازهر كان حاسما تجاه الفكرة حيث ذكر في بيان رسمي أن الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر في ما يسمى بـ زواج التجربة ، معتبرا أن هذا الشرط فاسد ولا عبرة به ، مؤكدا أن اشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا.
وأضاف الأزهر ن سبب رفضه لما أطلق عليه بدعة زواج التجربة هو حظر الطلاق لمدة محددة لى خلاف ما أقره الشرع بالإضافة إلى وضعه حدا لعقد الزواج بمدة زمنية محددة وهو ما يجعله عقدا فاسدا بدعيا ، بسبب منع الطلاق وتوقيت العقد.
الزواج مسؤولية
الإعلامية هالة سمير تناولت الحدث من زاوية اجتماعية وذلك في برنامج بيوت منورة على تليفزيون وطن حيث أكدت أن الدافع وراء لجوء الشباب لمثل هذه الأفكار التي يرفضها الشرع وتتنافى مع حقائق الدين هو مخاوف الشباب من تحمل المسؤولية.
وذكرت سمير أن الشباب يجد صعوبة في الانتقال من الحرية التي يعيشها قبل الزواج ويتصور أن الزواج يحجم هذه الحرية ويلقي عليه تبعات مسؤولية جديدة سواء كان للزوج الذي وجب عليه الالتزام بالأسرة وضرورة التواجد في مواعيد مناسبة ، أو بالنسبة للزوجة التي تجد نفسها أمام مسؤوليات اجتماعية وعائلية جديدة لم تعتد عليها.
وذكرت سمير أن هذه المخاوف ربما تكون السبب وراء انسياق بعض الشباب لمثل هذه الدعوات الشاذة والمنافية لطبيعة الزواج ، مؤكدة أن الحل يكمن في اعتياد الأبناء على تحمل المسؤولية بدلا من الهروب منها بمثل هذه الأفكار التي لا تليق مع قدسية الزواج الذي وصفه الله بأنه الميثاق الغليظ.
الإعلام المصري واستثمار الحدث
وبعيدا عن هذا الجدل هناك خبراء في الإعلام والاتصال الجماهيري يرون أن مثل هذه المشاكل يتم إثارتها والتركيز عليها إعلاميا بهدف التغطية على المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن المصري ، وهو ما ذكره الخبير الإعلامي حازم غراب عبر تدوينة له مؤكدا أن مثل هذه المشاكل يتم إثارتها لإحداث فرقعة إعلامية وشغل الرأي العام بقضايا غير حقيقية ومفتعلة للتغطية على الأزمات الطاحنة التي تعصف بالمواطنين في ظل الواقع السياسي الذي تمر به البلاد.
اقرأ المزيد:ما موقف دار الإفتاء المصرية من "زواج التجربة"؟