بدأ عصر النهضة التركية حينما تولى رجب طيب أردوغان رئاسة بلدية إسطنبول العاصمة الاقتصادية الحالية لتركيا، وما أحدثه من تغيير كبير خلال توليه المنصب، حيث تعد إسطن">

النهضة التركية.. بين نظرية صفر مشاكل إلى الهدف السامي 2023

النهضة التركية.. بين نظرية صفر مشاكل إلى الهدف السامي 2023
النهضة التركية.. بين نظرية صفر مشاكل إلى الهدف السامي 2023

تقرير: النهضة التركية.. بين نظرية صفر مشاكل إلى الهدف السامي 2023


 

بدأ عصر النهضة التركية حينما تولى رجب طيب أردوغان رئاسة بلدية إسطنبول العاصمة الاقتصادية الحالية لتركيا، وما أحدثه من تغيير كبير خلال توليه المنصب، حيث تعد إسطنبول مدينة كبيرة بحجمها وكذلك بمشاكلها.

 

Image

اشتهرت آنذاك كلمة لأردوغان قال بها: "مضينا في طريقنا الوعر بشغف، وقلنا إن هذا طريق صعب وطويل، وقلنا أيضًا إننا سنمضي بدون كلل أو ملل وهكذا فعلنا"، وهذا ما حدث فعلًا حيث تحولت إسطنبول بعهد رئيس بلدية شاب إلى إحدى أجمل مدن العالم، لتصبح إسطنبول الجديدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية.

 

بداية الإنجاز

حققت بلدية إسطنبول في عهده أرباحًا عن 4 مليارات دولار أمريكي، بعد أن كانت مسبقًا مديونة بما يزيد عن نحو ملياري دولار، مهدت خطوات أردوغان في إصلاح مشاكل إسطنبول طريق رحلته السياسية فأسس حزبه الخاص، وانطلق به في ركب الرحلة السياسية قائد تركيا إلى النهضة.

 

 

تسابقت خطوات الرئيس الشاب بظهور حزب العدالة والتنمية على الساحة السياسية التركية؛ حينما أُعلن عن فوز الحزب بالانتخابات البرلمانية عام 2002، ليعلن رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان عن استراتيجية صفر مشاكل.

 

Image

سياسة صفر مشاكل

تبنى الحزب الحاكم جديد النشأة القوة الناعمة في سياساته الخارجية للتفرغ تمامًا للنهضة الداخلية وإصلاح المئات من المشاكل المتراكمة في الداخل التركي، فعمل على استيراد الغاز من روسيا وبه حل مشكلة التلوث المنبعث من فحم التدفئة، وأوصله عبر خطوط أنابيب ممتدة إلى أغلب البيوت في تركيا.

 

خطوات متسارعة ضمن استراتيجية صفر مشاكل انتهجها حزب العدالة والتنمية، حيث عمل برئاسة أردوغان على نصب أحدث المنشآت لتدوير النفايات في تركيا، فانتهت مشكلة القمامة المتناثرة في عموم البلاد إلى الأبد.

 

حل المشاكل المتراكمة

واجه الحزب مشاكل عدة كان من أبرزها المياه، فعمل على تشييد سبعة سدود في عموم البلاد، وأوصل منها خطوط أنابيب واصلة لكل بيت، تلى ذلك حل مشكلة ازدحام المواصلات في إسطنبول فعمل على إنشاء ما يزيد عن 55 جسرًا ونفقًا لتنتهي مشكلة المواصلات بشكل كبير.

 

بدأ أردوغان بعهد جديد لتركيا الحديثة، وضوح التوجه والأهداف فعمل على بناء علاقات تركيا مع دول الجوار وغيرها وفق سياسة صفر مشاكل، ما أدى إلى تمكن حكومته عامل 2005 من بدء مفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

 

Image

عهد الصناعة

عملت تركيا على تأسيس اقتصاد قوي، لتنتقل من الاستيراد إلى التصدير والصناعة المحلية ذات الجودة العالمية، حيث زاد حجم التجارة من 250 مليار دولار أمريكي إلى ما نحو 900 مليار دولار، نهضة اقتصادية أدت إلى تضاعف الدخل القومي للفرد إلى نحو ثلاثة أضعاف ما كان عليه سابقًا.

 

نهضة تضاعفت معها الأجور في تركيا إلى ما يزيد عن 300 في المائة لما كانت عليه سابقًا، توجه نحو نهضة أدت إلى انخفاض نسبة البطالة إلى ما دون 2%، فيما ارتفعت الصادرات من 23 مليارًا إلى ما يزيد عن 155 مليار دولار.

 

من المدين إلى الدائن

التطور السريع لتركيا جعلها تخرج من سجن المديونية إلى صندوق النقد الدولي حيث سددت كامل ديونها له، بل إلى قوة اقتصادية أسسها حزب العدالة والتنمية إلى اقراض صندوق النقد الدولي نفسه.

 

عهد جديد

تحولات سريعة ركدت بها تركيا بزعامة حكامها نحو النهضة والازدهار لكن واجهتها عراقيل عدة كان أبرزها انقلاب 15 تموز عام 2015، حينما خططت مجموعة من داخل القوات المسلحة التركية الانقلاب على حزب لم يخسر انتخابات ديمقراطية منذ توليه السلطة عام 2002.

 

انقلاب لم يستمر سوا سويعات فخرج مئات الألاف من الأتراك إلى الشوارع للحفاظ على الديمقراطية، واصطفت جميع الأحزاب السياسية المعارضة منها والحليفة خلف الشرعية، ما أدى إلى سقوط الانقلاب الذي أراد سقوط ديمقراطية الشعب وخلق دولة برداء عسكري.

 

فتوجهت تركيا صوب ترتيب بيتها الداخلي والقضاء على الطابور الخامس والدولة العميقة التي يتزعمها عبد الله غولن، فاعتقلت العديد منهم وأعادت ترتيب بيتها بحكمة وبيد من حديد؛ لم تكتفي تركيا بهذا فقط لكن سرعان ما توجهت إلى زيادة قوتها العسكرية عبر الاعتماد على صناعاتها المحلية.

 

الصناعات الدفاعية

خرجت إلى الساحة بقوة الدرونز التركية، وأسست البلاد عبر صناعاتها الدفاعية الوطنية مكانة عريقة وأسست لها مكانًا كبيرًا بين الدول الأقوى في العالم، فوقعت اتفاقية مع روسيا لشراء منظومة 400 Sرغم معارضة الحليف في الناتو أمريكا للصفقة، إلا أن تركيا استمرت بطريقها وتابعت خطواتها.

Image

 

خطوات انتهجتها تركيا نحو تحقيق أهدافها الكبيرة للنهوض بالبلاد من عنق زجاجة المشاكل إلى عصر الازدهار الحالي، وما وعد به أردوغان والسياسيين الأتراك كثيرًا بحلول عام 2023، خطوات رافقتها مساعي لاستخراج الغاز والنفط من الأرض والبحر، فأعلن عن اكتشاف حقل غاز في البحر الأسود وجهود مستمر تبذل في المتوسط.

 

جهود لا تتوقف وعجلة اقتصاد مستمرة دون أي راحة صوب الهدف المنشود، تركيا قوة إقليمية سواء بالاقتصاد أو الدفاع، حَلت العديد من مشاكلها الداخلية وتقاوم ما تبقى من مشاكل وكذلك ما يولد منها، لتستمر في طريقها دون توقف نحو 2023.

 

 

 

 

 

مشاركة على: