تقرير: محمد سباط نجى من الحرب السورية ليتحول للاجئ في أوروبا
يقول محمد سباط (30 عاما) وهو لاجئ سوري يقيم في إسبانيا منذ 2019 قادما من سوريا “عندما وصلت إلى إسبانيا، اعتقدت أنني سأعيش حياة أكثر هدوءًا بداخلي. أردت أن ارتاح من ذكريات كثيرة .. لكن من الصعب ان تبدء كا لاجئ في مكان لا تنتمي له ، عليك أن تمحو ذاكرتك وطموحك . في ذهني كل الذكريات السيئة. كل ما حدث معي، بدأت أفكر في الأمر طوال الوقت”.
تمر عشر على الثورة السورية التي حصدت أرواح قرابة نصف مليون شخص وشردت حوالي نصف السكان ومن بينهم محمد الذي كان يبلغ من العمر حينها 20 سنة.
فقد اثنين من اخوة محمد ساقيهما بسبب الحرب فيما تمكن هو وأخ آخر له من الوصول إلى تركيا.
يقول محمد الذي كان يشتغل كصحفي في تركيا “أنا في إسبانيا بسبب الحرب. كنت أرغب في القدوم إلى هنا كطالب، والسفر، ومشاهدة كرة القدم … لم أرغب في القدوم كلاجئ. ولكن هذه هي الحياة.”
وهو يشاهد لقطات توثق بداية الثورة السورية يقول “هنا بدأ كل شيء. عندما شاهدنا أشخاصا يزيلون صور ولافتات الأسد من الشوارع، شعرنا بالشجاعة والقوة للتحدث “.
ويضيف معلقا على صورا لآلاف السوريين وهم يرددون “الشعب يريد إسقاط النظام”، “هذه الصور تظهر أجمل لحظات الثورة السورية. ليس هناك خوف. لم يكن هناك خوف في البداية “.
هذه قضيتنا
كان رد فعل النظام السوري على الثورة مؤشراً على استعداده للبقاء في السلطة، فمع بداية شرارات الثورة نشر الجيش أكثر من 6 آلاف جندي في درعا ودخلت المدينة في حصار دام عشرة أيام وقتل العشرات فيما اعتقل 1000 شخص.
كان محمد شاهدا على التعذيب في السجون السورين التي دخلها مرتين. ويقول “كان هناك أكثر من 100 شخص معتقل في مساحة صغيرة جدا” ووفق محمد فقد تم تعذيب السجناء باستخدام الصدمات الكهربائية.
ويضيف “كان هنالك شيء يعلقونك فيه رأسًا على عقب من السقف لمدة 9 أو 10 ساعات، ويضربونك. وجريمتنا الوحيدة كانت المشاركة (في الاحتجاجات) والمطالبة بالحرية. كانت تلك جريمتنا”.
مع تصاعد وتيرة الحرب ورغم المخاطر بقي محمد لقرابة 8 سنوات يوثق الصراع الدائر، إلى أن أجبر على مغادرة سوريا.
تعيد صور الثورة السورية لمحمد ذكريات مؤلمة وهو الذي فقد والده قبل شهرين بسبب فيروس كورونا ويقول “لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيت فيها هذه الصور. هذا صعب. تجعلني -هذه الصور- أتذكر أشياء كثيرة” ويضيف “هذا بلدي وعائلتي وأصدقائي. كل شيء هناك. هذه هي قضيتنا”.