التربية التركية تطور منصة رقمية عالمية تتيح التعليم للجميع
كشف وزير التربية التركي ضياء سلجوق، عن تطوير وزارته بالتعاون مع البنك الدولي، منصة رقمية تتيح الحصول على التعليم للجميع وفي المجال الذي يرغبون به.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول، نشرتها اليوم السبت، تحدث خلالها الوزير عن مكانة التعليم عن بعد والمنصات عبر الإنترنت في نظام التعليم التركي بعد انتهاء جائحة كورونا.
وحول المنصة الرقمية، أوضح سلجوق، أنه مع انتشار نماذج التعليم الهجين، أي منصات التعليم عن بعد المعتمدة على التعليم الوجاهي، فكرت وزارة التربية الوطنية وبالتعاون مع البنك الدولي، لتنفيذ مشروع رقمي يتيح لأي شخص تلقي التعليم في المجال الذي يريده.
وأوضح أن "هذا المشروع يعمل بطريقة "اختيار – إعجاب - مشاهدة"، في هذه المنصة، حيث ستكون هناك دورات تدريبية في كل مجال تقريبًا من الآلات الموسيقية إلى تربية النحل، ومن الإسعافات الأولية إلى الشطرنج".
وأضاف: "يمكن إجراء دورات تدريبية خاصة لتدريب المعلمين والمسؤولين والطلاب وأولياء الأمور أيضًا على استخدام هذه المنصة، التي ستمكّن الجميع من الوصول السهل والمجاني إلى مئات الآلاف من المحتويات التعليمية التي يريدونها".
وتابع: "يستطيع الأفراد من خلال هذه المنصة الالتحاق بدورات تدريبية والحصول على شهادات خبرة، من خلال اتباع تلك الدورات باستخدام هواتفهم الذكية أو أجهزة الحواسيب الموجودة في منازلهم".
وبيّن سلجوق أنه سيكون بإمكان الراغبين في استخدام المنصة المذكورة، الوصول إلى المحتويات عبر أجهزة الهواتف المحمولة والحواسيب، ومن خلال مراكز دعم (EBA) أو مراكز التعليم العامة.
وأشار إلى أن التعليم عن بعد أصبح أسلوبًا مدرجًا في الرؤية التعليمية للوزارة للعام 2023 والخطط المماثلة التي تم الإعلان عنها قبل عامين، مضيفا أن تركيا شهدت خلال المرحلة الماضية افتتاح مراكز امتحانات رقمية متكاملة في جميع الولايات تعتمد على نظام التعرف على الوجوه.
وذكر سلجوق أن وزارة التربية التركية تعمل على تقليص الدروس اليومية من 8-10 ساعات في المدارس الثانوية إلى 6-7 ساعات، وإعطاء الشباب الفرصة لتلقي دروس في الفنون والعلوم والثقافة والرياضة والبحث والتطوير خلال الساعات الـ 2-3 المتبقية.
وحول المنصة الرقمية، أوضح الوزير التركي أن المنصة ستكون عالمية، وستجري في إطار مشروع ضخم، سينفذ بميزانية كبيرة مقدمة من البنك الدولي.
وأضاف: "يستمر في هذه الأثناء العمل على إنجاز البنية التحتية الخاصة بالمشروع. وستستجيب المنصة لجميع الاحتياجات الخاصة بالعملية التعليمية، من خلال تطوير أداء برامج التعليم مدى الحياة والتعليم الرسمي والتطوير المهني للمعلمين والطلاب والأفراد".
وأشار سلجوق إلى أنهم أعدوا بعض المسودات المتعلقة بالتشريعات الخاصة بتوفير بعض الدورات التدريبية والتعليمية من خلال طريقة التعليم عن بعد.
وقال: "في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، تم إجراء تقييم أولي بشأن بعض الدروس والدورات الموجودة في المدارس الثانوية أو بعض الدروس والدورات الاختيارية، وإمكانية تدريسها عن بُعد في العام الدراسي الجديد".
وأضاف: "يعمل مجلس التربية والتعليم في الوزارة أيضًا على تحديد الدروس والدورات التي يمكن الاستمرار بتقديمها بطريقة التعليم عن بعد".
وأكد سلجوق، على أن تركيا بإمكانها المضي قدمًا في تطوير وسائط التعليم عن بعد، من خلال إجراء دراسات على النماذج التجريبية التي تم اختبارها في بعض المدارس، بما يتوافق مع رؤية الوزارة للتعليم للعام 2023.
وشدد على أن عملية التحول الرقمي باتت واقعًا وضرورة ملحة، مشيرًا أن ظروف جائحة كورونا ساهمت في تطوير المهارات الرقمية للمعلمين بسرعة، وأن الفترة الطويلة للوباء جعلت الجميع مضطرين إلى تطوير مهاراتهم الرقمية والانسجام مع هذا الواقع.