في تركيا.. تبدأ التوعية بمرض التوحد ومتلازمة داون من المساجد
خصصت رئاسة الشؤون الدينية التركية، خطبة الجمعة اليوم في عموم مساجد البلاد، للحديث عن كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من حالات خاصة مثل التوحد ومتلازمة داون، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، المصادف لـ2 نيسان/أبريل من كل عام.
ودعت إلى ضرورة الوقوف إلى جانبهم وجانب أسرهم، اتباعا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، القائل: “اَلْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا”.
وذكرت أن كل واحد منا هو في خضم امتحان وبلاء، فنحن نسعى خلف السعادة في الدنيا والآخرة، ونبذل الهمة من أجل أن نجتاز الصعاب، وإننا نحيا معا وسويا الفرح والحزن والبهجة والهموم بمقتضى جِبلتنا، ملفتة إلى الاختلافات التي نواجهها منها اختلافات في النمو مثل متلازمة داون ومرض التوحد إلى جانب الابتلاء بالأمراض والمشاكل والإعاقات المختلفة.
وأوضحت أن كل صعوبة نحياها وكل مشقة نمر بها لها بُعدٌ تعليمي وتطويري للإنسان، مشيرة إلى أن مجابهة الصعاب والمعضلات ومراعاة رضا الله سبحانه وتعالى في كافة أحوالنا هي بمثابة وسيلة لظهور وبروز صفات الكمال لدى الإنسان.
ودعت إلى ضرورة البحث للحصول على المعلومات الصحيحة، والإمكانيات الخاصة بالعلاج وإعادة التأهيل وتلقي الدعم من ذوي الاختصاص فيما يتعلق بالفروقات في النّمو، مؤكدة أنه في مثل هذه الحالات فإن التشخيص المبكر وما يتعلق به من الشروع في العلاج الصحيح خاصة التدريب المناسب في وقته لَيَحمل أهمية فائقة.
وشددت على أن كلّ فرد في المجتمع تقع على عاتقه مسؤوليات عديدة من أجل أن لا يشعر إخوتنا ممن لديهم متلازمة داون ومرض التوحد وكذلك أسرهم بأنهم لوحدهم، وذلك في كل مجالات ونواحي الحياة، داعية إلى ضرورة التحلي بالوعي تجاه إخواننا هؤلاء ممن لديهم تباينات وراثية أو في النّمو، وتقديم الدعم اللازم لهم وإضفاء السهولة على حياتهم، هو بمثابة وظيفتنا الدينية والإنسانية.
وذكّرت بالآية الكريمة في سورة التوبة، من قوله تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، لذا فلنستشعر ببعضنا البعض، ولنَقم ببناء علاقة تليق بكرامة الإنسان وقربٍ خالص مع إخواننا هؤلاء، ومن ثم فلنرفع أكفنا إلى ربنا سبحانه وتعالى، ولنحني له رقابنا في امتثال تام، ولنسأله سبحانه الصبر والشفاء لهم، ولنتضرع له سبحانه سائلين أن يبلغنا استشعارا بالطاعة التي من شأنها أن تجعلنا سعداء مسرورين سواء في هذه الدنيا أو في الآخرة.
وختمت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، بالتأكيد على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يقول: "اَلْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا”.