متى وأين فُرضت الصلاة على المسلمين؟
للصّلاة مكانةً عظيمةً لا تصل إليها عبادةٌ أخرى، حيث تعد عمود الدّين الذي لا يتمّ ولا يكتمل الدّين إلا به، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ).
فُرِضت الصّلاة على المسلمين في مكّة المكرمة قبل هجرة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منها، وقد فُرضت على رسول الله -عليه الصّلاة والسلام- في السّماء السابعة ليلة الإسراء والمعراج، والمتأمّلُ في مكان فرض الصّلاة يجد أنّ فرضها في السماء بهذه الطّريقة وفي هذا المكان -على خلاف العبادات الأخرى- ما هو إلا تشريفٌ لنبيّ الله -عليه الصلاة السلام- ورفعةٌ للمسلمين، وتأكيدٌ على عظمة هذه الفريضة.
وكانت أوّل صلاةٍ يصلّيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- صلاة الظّهر، فقد عاد من ليلة المعراج مستقبلاً وقت الظّهر، وكانت أوّل صلواته.
فُرضت الصّلاة في بداية الإسلام في مكة المكرمة، وذلك في ليلة الإسراء والمعراج، قبل هجرة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة بما يقارب خمس سنواتٍ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنواتٍ، وقيل قبل الهجرة بسنةٍ ونصف، حيث تعدّدت آراء المؤرخين في ذلك، وكان ذلك في يوم الاثنين في السابع والعشرين من شهر رجب، ليلة 19-20 عام 619/637 ميلاديّ.
قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (فُرِضَتْ عَلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ أُسرِيَ بِه الصَّلواتُ خَمسينَ، ثُمَّ نَقصَتْ حتَّى جُعِلَتْ خَمسًا)
إنّ للصّلاة مكانةً عظيمةً لا تصل إليها عبادةٌ أخرى، وتتجلّى أهمّيتها في كونها: عمود الدّين الذي لا يتمّ ولا يكتمل الدّين إلا به، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ).
تعد الصلاة ثاني أركان الإسلام وأعظمها بعد الشّهادتين، ومجيء الصّلاة بعد الشّهادتين تأكيدٌ على صحّة هذا الاعتقاد، ودليلٌ على تصديق المسلم لما وقر في قلبه.
أول ما يُسأل عنه المرء يوم القيامة الصلاة، فإن صحّت صلاته فاز، وإلا فقد خسر خسراناً مُبيناً، وهي آخر ما يُفقد من الدّين، فإن ضاعت ضاع الدّين.
آخر ما أوصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته الصلاة، فكان يوصي وهو يُغرغر: (الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم).
الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي فُرضت في السّماء في ليلة الإسراء والمعراج، ومن شدّة تعظيم الله لشأن الصّلاة فرضها على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مُباشرةً دون واسطة وحي، وعظّمها الله حين فرضها خمسين صلاةً في اليوم واللّيلة، ثمّ خفّفها الله على عباده لتكون خمس صلوات في اليوم واللّيلة، كي لا يشقّ عليهم.
الصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن المكلّفين مهما تغيّرت أحوالهم، فهي تجب على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ، ذكراً كان أو أنثى، وإنّما تخفّف عنهم في أعذارٍ معيّنة كالمرض أو السفر أو البرد أو الحرب وغيره، فهناك أحكامٌ خاصة لكلّ ظرف حدّدها الشرع، وذلك لرفع الحرج عنهم.
الشعيرة التي اشتركت بها الديانات السابقة، الصلاة، ففي القرآن الكريم أمثلةٌ كثيرةٌ على اهتمام الأنبياء السابقين بشأن الصّلاة، ومن ذلك ما ورد في وصف سيدنا إسماعيل-عليه السلام-، قال الله -تعالى-: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) الآية 55 سورة مريم، واهتمامهم ببناء المساجد دليلٌ على تعظيمهم لأمر الصّلاة، فقد بنى سيّدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- الكعبة الشريفة، وبنى سيّدنا سليمان المسجد الأقصى، أما المسجد النبويّ فقد بناه محمّدٌ -صلّى الله عليه وسلّم.