ليلة القدر.. فضائلها وعلاماتها وأفضل الأدعية فيها
يزيد الصائمون في العشر الأواخر من رمضان، من فعل الطّاعات والتقرب إلى الله عزّ وجل، تأسيا بما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، وهذا لما تحمله هذه الأيّام المباركة من فضائل وخصائص ومن مزاياها أن فيها ليلة القدر ، التي قال عنها الله عزّ وجلّ وكتابه العظيم: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” سورة القدر ، أي ما يعادل نحو 84 عامًا، ومن أدركها فهو ذو حظ عظيم، فكم من سعيد في هذه الدنيا قد نال سعادته بفضل دعائه في هذه الليلة المباركة، التي تعد أفضل الليالي.
وسُميت هذه الليلة المباركة بليلة القدر، بمعنى "القدر والشرف”، تُكتب فيها المقادير، وهي الليلة التي أنزل الله بها القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويترقب أن تصادف ليلة وترية (فردية) في العشر الأواخر من رمضان أي الليالي 21 و23 و25 و27 و29، حسب ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة.
وصفها الله عز وجل بأنها ليلة مباركة في قوله تعالى “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ” سورة الدّخان، وأنه يُقضى فيها ما يكون خلال العام لقول المولى عزّ وجلّ “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” الدخان.
ومن علامات هذه الليلة المباركة التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة:
أولا: تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) – رواه مسلم.
ثانيًا: يطلع القمر فيها مثل (شق جفنة) أي “نصف قصعة”، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة) – رواه مسلم
ثالثًا: تتمثل العلامة الثالثة في أنها ليلة معتدلة “لا هي حارة ولا باردة”، فقد قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
رابعًا: ليلة قوية الإضاءة ولا يُرمى فيها بنجم، أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين، وقد ثبت عند الطبراني بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم).
خامسًا: من علاماتها أيضا انشراح النفس وطمأنينة القلب بالإضافة لسكون الرياح وصفاء السماء.
وعن أفضل الأدعية التي تقال في هذه الليلة المباركة، ماروته أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- حين قالت : قلت يا رسول الله ، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، بأن تطلب من ربها سبحانه وتعالى العفو اللهم إنك عفو وصف لله تعالى بأنه صاحب العفو وأنه كثير العفو لأنه أكرم الأكرمين، فبدأ الدعاء أولا بالإقرار للخالق سبحانه وتعالى، بأنه صاحب العفو وبأنه كثير العفو والكرم الذى لا حدود له، ثم بعد ذلك يأتي الدعاء بالعفو.
ومن روائع الأدعية التي يستحسن الدعاء بها أيضا في هذه الليلة العظيمة: “ربنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجد”.
“اللهم إن كانت هذه ليلة القدر فاقسم لنا فيها خير ما قسمت، واختم لنا في قضائك خير ما ختمت، واختم لنا بالسعادة فيمن ختمت”.
“اللهم اجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء واحساني في عليين وإساءتي مغفورة”.
“اللهم افتح لنا الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسده عنا، وارزقنا رزقًا من رزقك الطيب الحلال تغيثنا به”.
“اللهم ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لنا منه نصيبًا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عنا وعن جميع المسلمين”.
“اللهم ما كان فيها من ذكر وشكر فتقبله منا وأحسن قبوله، وما كان من تفريط وتقصير وتضييع فتجاوز عنا بسعة رحمتك يا أرحم الراحمين”.
“اللهم لا تصرفني من هذه الليلة إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعملٍ متقبل مبرور، وتجارة لن تبور، وشفاءٍ لما في الصدور، وتوبة خالصة لوجهك الكريم”.
“اللهم امدد لي في عمري وأوسع لي في رزقي، وأصح لي جسمي، وبلغني أملي، واكتبني من السعداء”.
“اللهم اجعلني ووالديَّ وأهلي وذريتي والمسلمين جميعًا فيها من عتقائك من جهنم وطلقائك من النار”.
“اللهم اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته”.
“اللهم أسألك في ليلة القدر وأسرارها وأنوارها وبركاتها أن تتقبل ما دعوتك به وأن تقضي حاجتي يا أرحم الرحمين”.
“اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحط عني الذنب والوزر يا رؤفًا بعبادة الصالحين”.
“اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
“اللهم اعتق رقابنا ورقاب أحبائنا وكل من له حق علينا من النار”.
“اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، واجعل فيما تقضي وتقدر أن تطيل عمري وتوسع في رزقي”.
“اللهم تغمدني فيها بسابغ كرمك واجعلني فيها من أوليائك واجعلها لي خيرًا من ألف شهر مع عظيم الأجر وكريم الذخر”.
“اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل وصحب سيدنا محمد، صلاة مباركة من قلوب محبة عاشقة لجماله وكماله، وببركة الصلاة عليه، اغفر لنا ما انطوت عليه نفوسنا من قبائح الضمائر، وسواد البصائر، وغطنا برداء سترك الجميل، يوم تبلى السرائر”.