السلطات الجزائرية تتكفل بعلاج محبوب الجماهير "صالح أوقروت"
أعلنت السلطات الجزائرية عن بدء إجراءات التكفل بالفنان الكبير صالح أوقروت، بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة إصابته بأورام سرطانية، أدخل على إثرها إلى مستشفى في العاصمة الجزائرية.
وحسب ما ذكرت وسائل إعلام جزائرية، أكد وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، بأنه أجرى اتصالات مع مستشفى مصطفى باشا ومستشفى البليدة للتكفل بحالة الفنان.
فيما أعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية، مليكة بن دودة، في بيان لها مساء الإثنين، أنها "أمرت بمباشرة إجراءات سريعة للتكفل بالوضع الصحي للفنان صالح أوقروت، الذي تعرض لوعكة مفاجئة"، وأنها تتابع عن كثب الحالة الصحية لهذا الفنان الكبير.
يأتي هذا استجابة لمناشدة وجهتها عائلة أوقروت إلى السلطات العليا، بعدما نصح الأطباء المعالجون له، بضرورة نقله بصورة عاجلة إلى الخارج للعلاج بعدما تدهورت حالته الصحية، معلنة بأنها تنتظر تدخل الرئيس للتكفل بحالته.
من جهته، أعلن الهاشمي جعبوب، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، صباح الثلاثاء 4 ماي، استعداده شخصيا للتكفل بعملية أوقروت، وفي أقرب الآجال إن تطلب الأمر نقله إلى الخارج.
وأثار خبر إصابة الفنان الكبير صالح أوقروت، بمرض السرطان تعاطف كبير من قبل الجزائريين وتم تداول خبر مرضه على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي مع بسيل من الأدعية، وطالبوا بضرورة نقله قبل أن تفقد الساحة الفنية أحد عمالقتها.
ويعد الفنان والممثل صالح أوقروت، واحدا من أهم الأسماء اللامعة في سماء الفن الجزائري، حيث استطاع الحفاظ على نجوميته منذ أولى إطلالاته عبر الشاشة الصغيرة التي اكتسب من خلالها قاعدة جماهيرية توسعت مع كل عمل جديد يشترك فيه.
ولد صالح أوقروت، الذي تنحدر أصوله من مدينة الورود البليدة، عام 1961 بفرنسا، كان مولعا بأب الفنون منذ نعومة أظافره، فاختار الانضمام إلى إحدى الفرق المسرحية في ولاية البليدة، التي مكنته من تحقيق حلمه بعد أن أثبت جدارته أمام أهل الاختصاص الذين اقترحوا عليه دوره الأول من خلال الفيلم الكوميدي ”كرنفال في دشرة” للمخرج محمد أوقاسي والذي تم إنتاجه عام 1994 من طرف المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري بمشاركة نخبة من الممثلين الجزائريين منهم الفنان القدير عثمان عريوات، ولخضر بوخرص وآخرون.
يتميز مشوار الممثل القدير صالح أوقروت بمسيرته الفنية الكبيرة والتي سجل فيها حضوره من خلال مختلف الأعمال الناجحة، سواء كانت سنيمائية أو تلفزيونية، ليضم إلى رصيده السنيمائي ما لا يقل عن ثلاثة أفلام سجلت نجاحا كبيرا في عالم الفن السابع بالجزائر على غرار فيلم “كرنفال في دشرة” للمخرج محمد أوقاسي سنة 1994 وفيلم “الصامدون” للمؤلف والمخرج يحي دبوب عام 1996 بالإضافة إلى فيلم “مال وطني” الذي أخرجته زوجته الفنانة فاطمة بلحاج عام 2007.
كما قدم الفنان صالح أوقروت الكثير من الأعمال التلفزيونية التي أثرت رصيده المتنوع، بين الأغاني الكوميدية والسكاتشات والمسلسلات، إذ لا يزال الكثير منا يتذكر أغنيته الشهيرة “جا الماء” التي حققت نجاحا كبيرا في السنوات الماضية فارتبطت به ليومنا هذا، كما سطع نجمه في عديد الأعمال الكوميدية التي ساهم بشكل كبير في نجاحها على غرار سلسلة ” ناس ملاح سيتي” بمختلف أجزائها للمخرج جعفر قاسم بالإضافة إلى الأجزاء الثلاثة سيتكوم “جمعي فاميلي” والسلسلة الفكاهية “بوزيد دايز” والعمل الكوميدي الظاهرة “السلطان عاشور العاشر” في جزئيه الأول والثاني والذي تعذر عن المشاركة في موسمه الثالث الذي سيبث خلال الشهر الفضيل على قنوات التلفزيون الجزائري.
ورغم غيابه عن الشاشة في رمضان 2021، يبقى الفنان صالح أوقروت، العلامة الفارقة بفضل مهاراته العالية في تقمّص جميع الأدوار ليتربع على عرش الكوميديا الجزائرية منذ ظهوره محتفظا بنجوميته إلى يومنا هذا.
المصدر: نيو ترك بوست + الشروق أونلاين