أبرز مسلسل قدم القضية الفلسطينية في الدراما العربية
تصدرت القضية الفلسطينية في وقت مضى، اهتمام كتاب ومخرجي الدراما السّورية، من خلال كتابة وإخراج العديد من المسلسلات التي تسلط الضوء على هذه القضية العادلة وتوثيق مأساة ونضال الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه بإعادة أرضه المسلوبة.
ومن أبرز الأعمال التي قدمتها الدراما سورية، في هذا السياق، وصورتها ضمن بعده إنساني، ولاقت انتشارًا لدى شريحة واسعة من الجمهور السوري والعربي، مسلسل "التغريبة الفلسطينية" الذي يعد إحدى أيقونات الدراما التاريخية العربية ، العمل الذي رشحه متابعوه لجائزة الأوسكار.
وهو عمل درامي تاريخي باللغة العربية و اللهجة الفلسطينية، يُعدُّ واحداً مِن أشهرِ ما أنتجتهُ الدراما العربية في تسلّيط الضّوء على القضية الفلسطينية حسب العديد من النقّاد.
يروي المسلسل قصة أُسرة فلسطينية فقيرة تُكافح مِن أجل البقاء في ظل الانتداب البريطاني ثمّ خِلال الثورة الفلسطينية الكبرى، وفي خِيم اللجوء بعد النكبة، حيث تُلخص الأحداث التي مرت بها هذه الأسرة حقبةً تاريخية هامة في حياة الفلسطينيين، وكيفية صمود أفراد الأسرة على الرغم مما واجهوه من أخطار الحرب، وقد حاول طاقم العمل تجسيد الشخصيات وتوثيق المعاناة بشكل قريب من الواقع.
تكمن أهمية العمل في أنه نشّطَ الذاكرة الفلسطينية وصنعَ مخزونًا قِيميًّا يبقى للأجيال القادمة، بعدما راهن الاحتلال على طمس الذاكرة الفلسطينية من عقول الأجيال المتعاقبة.
استعرض العمل كذلك الحياة الاجتماعية الفلسطينية بأطيافها وطبقاتها المختلفة، إذ تميز بتنوع شخصياته، فضم الفلاح والعامل و الشاعر والمثقف والثائر والإقطاعي وحتى الخائن لوطنه.
يقدم المأساة الفلسطينية في صيغة قريبة من فهم شرائح واسعة من الجمهور العربي تعجز وسائل تعبيرية أخرى عن إيصالها وهو ما من شأنه أن يساهم في حفظ الذاكرة الفلسطينية أمام المؤامرات والتشويه التاريخي الذي يعمل عليه الاحتلال من خلال الدعاية الإسرائيلية.
نال المسلسل العديد من الجوائز مِن عدة دول عربية مختلفة، أنتجته شركة سوريا الدولية للإنتاج الفني، وجرى تصويره بالكامل في سوريا عام م، كان أول عرضٍ له في 15 أكتوبر 2004 م، كتبه وليد سيف، وأخرجه الراحل حاتم علي، وكلاهما عاش أيام الاحتلال والحرب واللجوء، وهذا العمل هو التعاون الرابع على التوالي الذي يجمعهما مع نفس شركة الإنتاج، بعد مسلسل "صلاح الدين الأيوبي" و "صقر قريش" و "ربيع قرطبة".