المدينة التي عُرفت بـ "ملكة فلسطين غير المتوجة ومدللة الدولة العثمانية"
إحدى أكبر المدن الفلسطينية، عُرفت ب "عُش العلماء" وملكة فلسطين غير المتوجة، وقلبها الذي يربط شمالها بجنوبها وشرقها بغربها، كانت المدينة المدللة لدى الدولة العثمانية، وخصصتها بمباني وقصور فخمة، كل حجر من حجارتها يشهد حقبة تاريخية، يتجاوز عمرها 500 عام.
تمتلك اليوم كبرى الجامعات وأرفعها مستوى "جامعة النجاح الوطنية"، وسيدة أشهر الحلويات الشرقية في بلاد الشّام "الكنافة النابلسية"، وبعض المنتجات الزراعية مثل الزعتر النابلسي والجبن النابلسي، والصابون، تحاول جاهدة للحفاظ على هويتها العربية وعاداتها وتقاليدها في ظل استمرار محاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية الأصيلة.
تميزت على الدوام بالنضال الوطني في مقاومة الغزاة، وأنها عاصمة العلم، حيث رفضت الانتداب البريطاني عام 1922، واصدرت طوابع عليها شعارات فلسطينية ومقاطعة اليهود، تعرضت للحصار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، فقدمت مئات الشهداء، وخرج منها رجال سياسة وإقتصاد تبوؤوا مناصب رفيعة على مستوى فلسطين والأردن وسوريا والوطن العربي.
عاشت مرحلة ذهبية في العهد العثماني، حيث أولت الدولة اهتماما خاصا بنابلس، ولاتزال بعض المعالم شاهدة على ذلك، رغم تعرض أغلب مبانيها التاريخية لأضرار كبيرة واعتداءات من قبل الاحتلال، حيث دمر 149 معلما منها بالكامل، بينما تعرض 2000 معلم بأضرار كبيرة منها قصور أثرية ومساجد ومصابن وأسواق.
ومن أهم المعالم العثمانية في نابلس، قصر طوقان وسط حارات المدينة القديمة، بناه رئيس علماء المدينة إبراهيم بك بن صالح باشا طوقان، منذ ما يقارب 300 عام، وبدعم مستمر من الدولة العثمانية.
كما شيدت الدولة العثمانية قصر عبد الهادي، في حارة القريون في القرن ال19، واعتبر حينها أجمل بناء هندسي قام به الأتراك، لاسيما تسلسل البناء والحدائق، كذلك قصر النمر في شمال شرقي حارة الحبلة، بني في القرن ال17 ميلادي، ويعتبر القصر لوحة تاريخية ماثلة وشاهدة على عراقة الدولة العثمانية.
وحسب المصادر العثمانية، فإن الوزير التركي مصطفى باشا سنة 1563م أوقف "خان التجار"، وسط البلدة القديمة، والذي يعتبر معلما تاريخيا هاما، ومركزا اقتصاديا وسياحيا يجذب أنظار الجميع، لجمالية البناء العثماني القديم، ويعتبر اليوم من أكثر الأماكن ازدحاما.
أحب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، مدينة نابلس وأهلها حيث أهداها ساعة بمناسبة عيد ميلاده، فقام الأهالي تخليدا لذكراه وابتهاجا بعيد ميلاده، بإنشاء برج وسط المدينة وهو عبارة عن بناء عالي الارتفاع مربع الشكل وتوجد الساعة على الجهات الأربع، والتي تعتبر اليوم شعار نابلس ورمزها.
تعتبر أكثر مدن فلسطين شبها وارتباطا بدمشق، من حيث المعالم والمناخ والجبال والفاكهة والخضر، وحتى لهجتها والكثير من عاداتها وتقاليدها، قيل عنها "أحب البلاد إلى الله الشام، وأحب الشّام إلى الله القدس، وأحب القدس إلى الله جبال نابلس".