باحثون يكتشفون أسرارا جديدة عن حياة أسلافنا في الكهوف
كشف فريق من الباحثين أسرارا جديدة عن حياة الكهوف القديمة، منها كيفية استخدام أسلافنا لمصادر الإضاءة داخل الكهوف.
حيث أنشأ فريق الباحثين ثلاثة أنواع من تقنيات الإضاءة القديمة، المشاعل ومصابيح الشحوم والمدافئ، لمحاولة معرفة المزيد عن حياة الكهوف القديمة، من رسم الفن الصخري إلى التنشئة الاجتماعية.
واستُخدمت هذه التقنيات الثلاثة في العصر الحجري القديم الأعلى بدءا من حوالي 50000 عام، ثم وضع الفريق أضواءهم موضع التنفيذ، واستكشفوا تأثيرات مصادر الإضاءة هذه داخل كهف Isuntza 1 في إسبانيا.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية، التي نُشرت في مجلة "PLOS One" الأربعاء الماضي: "يحتاج البشر إلى الضوء للدخول إلى الأجزاء العميقة من الكهوف، وتعتمد زياراتهم لتلك الأماكن على الخصائص الفيزيائية لأنظمة الإضاءة الخاصة بهم، وتحدد شدة الإضاءة، ونصف قطر الحركة، ونوع الإشعاع، ودرجة حرارة اللون للضوء، إدراك البيئة والاستخدام البشري بالداخل (مثل تنفيذ الأعمال الفنية والأنشطة الجنائزية واستكشاف الكهوف)".
وجهّز الباحثون أنفسهم بثمانية مصابيح مختلفة على غرار القطع الأثرية: خمسة مشاعل مصنوعة من راتنجات اللبلاب والبلوط والبتولا والصنوبر، ومصباحان حجريان يحرقان الدهون الحيوانية (نخاع عظام البقر والغزلان)، وموقد صغير ثابت مصنوع من خشب البلوط والعرعر.
وأخذت القياسات داخل شبكة الكهف - فضاءان مفتوحان وواسعان ونفق - بما في ذلك سطوع كل مصدر إضاءة، ومدة استمرار كل منهما، ودرجات الحرارة التي ينتجها.
ويبدو أن المشاعل المصنوعة من العصي الخشبية تعمل بشكل أفضل في الاستكشاف والتحرك: كانت تدوم طويلا بشكل معقول (بمتوسط 41 دقيقة)، وتسلط الضوء في جميع الاتجاهات (ما يقرب من ستة أمتار أو 20 قدما)، ويمكن بسهولة إعادة استخدامها.
وعملت مصابيح الشحوم بشكل أفضل لإبقاء المساحات الصغيرة مضاءة لفترة أطول من الوقت، حيث تحترق لأكثر من ساعة دون الكثير من الدخان - على الرغم من أن ضوءها امتد فقط حوالي نصف ضوء المصابيح.
أما بالنسبة للموقد، فقد كان لا بد من إطفائه بعد 30 دقيقة بسبب كمية الدخان الناتجة عنه - رغم أنه أضاء مسافة 6.6 متر (21.7 قدم).
ويقول الباحثون إن النار يجب أن تكون في مكان جيد التهوية، أو أن تكون كبيرة بما يكفي لإنتاج التيارات الحرارية الخاصة بها.
وتعطينا هذه التجارب فكرة جيدة عن نوع القيود التي كان يمكن أن يتعرض لها البشر في العصر الحجري القديم الأعلى فيما يتعلق باستكشاف الأنفاق، والعيش في أجزاء أعمق من الكهوف، وفي الواقع إنتاج فن الكهوف.
وكما أفادت Ars Technica، اقترح بعض الخبراء أن فن الكهوف القديم صُمم خصيصا لمصدر الإضاءة المتذبذب وغير المستقر - وربما رُسم لخلق وهم الحركة مع تذبذب الضوء.
وهذا ليس تفصيلا تتطرق إليه هذه الدراسة الجديدة، لكن الفريق أجرى محاكاة باستخدام قياسات الإضاءة الخاصة بهم لمعرفة كيف ستعمل هذه المشاعل والمصابيح والمدافئ في كهف أتكسورا في إسبانيا، والمعروف جيدا بأعماله الفنية في العصر الحجري القديم.
ويبدو أن هناك حاجة إلى المواقد الثابتة لإلقاء الضوء على كل الأعمال الفنية على جدران الكهوف، حيث أن الضوء من المشاعل والمصابيح لن يمتد بعيدا بما فيه الكفاية.
ويرى الفريق الذي يقف وراء الدراسة الجديدة أن هذا مجرد بداية لهذا النوع من التحقيق - يمكن اختبار المزيد من أنواع مصادر الإضاءة والوقود ومحاكاتها في أنواع أكثر من الإعدادات، لفهم كيفية قضاء أسلافنا أوقاتهم في الكهوف بشكل أفضل.
متابعة نيو ترك بوست