الجزائر تحيي الذكرى الـ59 لعيد استقلالها عن فرنسا الاستعمارية
أحيا الجزائريون اليوم الإثنين، الذكرى الـ59 لاستقلال بلادهم عن الاستعمار الفرنسي، الذي نحو 132 عامًا، من 5 تموز/يوليو 1830 حتى 5 تموز/يوليو 1962 وهو تاريخ استقلال الجزائر وطرد المحتل الفرنسي.
يتذكر الجزائريون في هذا اليوم من كل عام، التضحيات التي قدمها أجدادهم من أجل نيل الحرية، والجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي بحقهم لأكثر من عقد من الزمن، هذه الجرائم التي ستبقى وصمة عار في تاريخ فرنسا تضاف إلى جرائم أخرى مماثلة في باقي مستعمراتها في أفريقيا.
وبالتزامن مع الذكرى تواصل الجزائر مطالبتها فرنسا لتسليمها خرائط التفجيرات النووية، التي أجرتها في صحرائها، خلال ستينيات القرن الماضي، في حين تصر الأخيرة على رفضها تسليم هذه الخرائط.
وتضمنت الفعاليات الوطنية التي أقيمت بهذه المناسبة، استحضار ذكرى المجاهدين الذين تم نفيهم خلال فترة الاستعمار الفرنسي إلى مناطق عديدة بأقصى الأرض، حيث أشرف الرئيس عبد المجيد تبون اليوم على تدشين جدارية بوسط العاصمة الجزائر تخليدا لذكراهم.
كما احتفى الرئيس تبون، في رسالة بهذه المناسبة، بـ"نضالات الشعب المريرة وكفاحه الملحمي عبر المراحل والحقب"، مؤكدا على "المبادئ الوطنية المقدسة التي رسخها جيل من رواد الحركة الوطنية وسار على نهجها بعزم وصلابة الشهداء والمجاهدون، وهم يخوضونَ أتون حرب ضروس، جند لها الاستعمار البغيض أعتى وأضخم أسلحة التقتيلِ والتنكيل والتدمير”.
وشدّد الرئيس الجزائري أن “الشعب الجزائري عازم على التصدي لكل من تسول له نفسه التطاول على الجزائر القوية بشعبها وجيشها”، مضيفا أنه قادر على دحض نوايا التوجهات المريبة.
وبعد مضي 59 عاما على الاستقلال، يتذكر الشعب الجزائري الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية منذ احتلالها الجزائر عام 1832، حيث اتبعت خلال مواجهتها للمقاومة الشعبية الجزائرية سياسة الأرض المحروقة للقضاء على مصادر تموين وتمويل المقاومة وكذا سياسة الإبادة الجماعية.
وتعاملت مع قادة المقاومة الجزائرية بأبشع أساليب المعاملة، وهذا ما جسدته قضية جماجم 32 مقاوم جزائري بين عامي 1880 و1881، والتي حنطتها فرنسا وتحتفظ بها بمتحف “الإنسان” في باريس حتى الآن رغم مطالبات سلطات الجزائر بها.
واجهت آلاف الجزائريين الذين خرجوا بسلمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مطالبين باستقلالهم يوم 8 أيار/مايو 1945، بوحشية عسكرية راح ضحيتها 45 ألف شخص.
استخدمت سلطات الاحتلال الفرنسي أقصى أشكال التعذيب، ليس ضد الجزائريين وحسب، بل حتى ضد الفرنسيين الذين ساندوا ثورة الجزائر، من بينهم الفرنسي موريس أودان، الذي كشفت السلطات الفرنسية مؤخرا لزوجته أن الجنود الفرنسيين عذبوه حتى الموت.
قابلت فرنسا يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961، بعنف شديد، أكثر من 60 ألف متظاهر جزائري أثناء خروجهم في باريس للمطالبة بالاستقلال، فقتلت منهم ألف و500 شخص، إلى جانب إغراق الآلاف منهم في نهر السين واعتقال الباقين، حيث اعترف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند أن ما حصل للجزائريين يعتبر “قمعا دمويا”.
عام 1957 اختطفت سلطات الاحتلال الفرنسي أكثر من 8 آلاف جزائري وعذبتهم بطريقة وحشية، من خلال وضعهم داخل قوالب إسمنتية وتركهم حتى يجف الإسمنت على أرجلهم وبعدها يحملونهم بطائرات مروحية ثم يرمونهم في عرض البحر.
عملت فرنسا على تفجير قنبلة في الصحراء الجزائرية فاقت قوتها قوة قنبلة هيروشيما بـ 3 مرات، وذلك عام 1961، أتبعتها بـ 17 تفجيرا نوويا، تسببت التفجيرات بمقتل 42 ألف جزائري، كما أدت الإشعاعات النووية إلى وقوع آلاف الإصابات السرطانية.
ستبقى منطقة “رقان” الواقعة في الجنوب الصحراوي الجزائري غير صالحة للحياة نتيجة هذه التجارب، وهي شاهدة على أكبر وحشية جرمية فرنسية.