ومن الحبّ شيّد لابنته برجا يحميها من الموت.. ليصبح أحد أبرز معالم المدينة العريقة

ومن الحبّ شيّد لابنته برجا يحميها من الموت.. ليصبح أحد أبرز معالم المدينة العريقة
ومن الحبّ شيّد لابنته برجا يحميها من الموت.. ليصبح أحد أبرز معالم المدينة العريقة

تقرير: ومن الحبّ شيّد لابنته برجا يحميها من الموت.. ليصبح أحد أبرز معالم المدينة العريقة

يعتبر إحدى أهم الآثار السياحية في تركيا عامة، وأشهر معالم مدينة إسطنبول خاصة، البرج الأصغر في تاريخ المدينة العريقة، وأكبر معلم لما حمله من أساطير وحكايات وقصص.

Image

يطلق عليه بالتركية"Kız Kulesi"، وبالعربية "برج الفتاة"، على جزيرة صغيرة عند المدخل الجنوبي لمضيق البوسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، يبعد نحو 200 متر عن ساحل إسكودار في الجانب الآسيوي لمدينة إسطنبول، لا توجد معلومات دقيقة حول سنة تشييده، وأكثر المعلومات تشير إلى أكثر من 300 أو 250 عام قبل الميلاد.

قيل عن سبب بنائه الكثير والكثير من الروايات والأساطير التي امتزجت بين الحب والعشق والنهايات المأسوية، والتي جعلته محل جذب آلاف الزوار من سياح أجانب وأتراك، وأصبح الوجهة المفضلة لحبيبين أو عروسين من أجل أخذ مجموعة صور تذكارية في أحد طوابقه السّت، التي يبلغ ارتفاعها 23 مترا، أو في شرفته ذات الإطلالة الفريدة، والتي تزداد جمالا وسحرا بوجود أسرابًا من طيور النورس التي لا تفارق المكان.

Image

ومن أشهر الأساطير التي رويت عن سبب تشييده، أنه كان هناك سلطانا يحب ابنته حبا جمّا، وفي إحدى الليالي راوده حلم مزعج، مفاده أنه في عيد ميلاد محبوبته الثامن عشر، سوف تلدغها أفعى وتودي بحياتها.

استيقظ السلطان على الحلم الكابوس، ممّا جعله يفكر في طريقة لحماية ابنته من الأفعى القاتلة، حتى اهتدى إلى فكرة إبعاد ابنته عن اليابسة، قام بردم جزءا من مضيق البوسفور، وبنى لها برجا صغيرا على جزيرة صغيرة في محاولة منه لإبعادها عن أية أذية أو مكروه.

Image

وبعد أيام من نقل فتاة أبيها المحبوبة إلى قصرها الجديد المحصن، أرسل لها سلة مليئة بالفواكه، لكن ثعبان كان يختبئ فيها، وقبل أن تتهنى الفتاة بفواكه أبيها، تلقت لدغة سامة أردتها قتيلة.

حزن السلطان حزنا شديدا على فقدان فلذة كبده محبوبته، وأطلق على البرج اسم "برج الفتاة" لتبقى ذكرى لدى كل زائر للمكان، وعبرة بأنه "لا مفر من قضاء الله".

Image

ومن الروايات أيضا التي يتداولها الأتراك، حول برج الفتاة، وهي أن الجزيرة الصغيرة استخدمت معبدا للرهبان للتفرغ للعبادة بعيدا عن كل مشاغل الحياة، وكان بينهم راهبة شابة اسمها هيرو، وفي أحد جولاتها خارج الجزيرة التقت بشاب اسمه لياندور، ووقعا في الحب من أول نظرة، ولأن الحب كان محرما على الرهبان حتى لا ينشغلوا عن العبادة، ما دفع الحبيبان إلى الالتقاء سرّا كل ما سنحت لهما الفرصة.

Image

وكان لياندرو يقطع المسافة سباحة ليلتقي بهيرو في جزيرتها المعزولة، وفي أحد الليالي الماطرة وقبل وصوله إلى حبيبته جرفته المياه ومات غرقا، فلما عرفت هيرو أصابها الحزن الشديد، ولم تطيق العيش بعده، فأقدمت على وضع حد لحياتها، ليصل الخبر فيما بعد إلى كل أرجاء المدينة وتشتهر قصتهما، وتبقى الجزيرة التي جمعت وفرقت عاشقين، أحد أهم معالم إسطنبول الساحرة.

Image

وتشير الروايات التركية القديمة، أن الجزيرة استخدمت محطة للسفن أثناء الحكم البيزنطي للقسطنطينية، وبعد الفتح العثماني من قبل السلطان محمد الفاتح، عام 1453، قام رئيس المعماريين في الدولة آنذاك إبراهيم باشا، ببناء برج صلب وبنى له قبة، كما تم بناء برج مراقبة لاستخدامه أثناء الحرب.

واستُخدِم البرج مع تأسيس الجمهورية التركية الجديدة، كمكان للحجر الصّحي للمصابين بالأمراض المعدية، وفيما بعد بثت منه أوّل إذاعة في المدينة.

Image

في العام 2000 وفي إطار الخطة التي وضعتها الدولة للنهوض بالسياحة، فتح برج الفتاة ليكون مطعما كونه معلما أثريا، لجلب أكبر عدد من السياح، ليصبح لاحقا الوجهة المفضلة لأغلب الزوار، والذهاب إليه لا يكون إلا بالحجز المسبق، ويتميز بخدماته الراقية، وتقديمه الطعام العثماني بشكل فاخر وجذاب.

ويمكن الوصول للبرج بطريقة سهلة، وذلك من ساحل أسكودار على الضفة الشرقية لمضيق البوسفور، حيث توجد قوارب صغيرة تنقل إلى برج الفتاة.

Image

مشاركة على: