سنن وأحكام وآداب ذبح أضحية العيد
ينتظر المسلمون في جميع بقاع العالم بشغف مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، لأداء سنة ذبح الأضحية اقتداءً برسول الله “ صلى الله عليه و سلم “، و تقديساً لامتثال سيدنا “ إسماعيل عليه السلام “ لأمر أبيه أبو الأنبياء “ سيدنا إبراهيم”، عندما أرد أن يذبحه كما رأى في منامه فافتداه الله بذبح عظيم، و كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: ”ذلك و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب“ صدق الله العظيم.
وتعد الأضحية أحد شعائر الدّين الإسلامي، حيث يخضع ذبحها لآداب و أحكام و سنن، من أجل نيل الأجر العظيم و الثواب الكبير بإذن الله تعالى.
أولاً – حكم أضحية عيد الأضحى المبارك:
اتّفق الجمهور من علماء الدّين بأن أضحية العيد سنة مؤكدة، و يذكر في مذهب أبي حنيفة بأنها واجبة على كل قادر، ومن أدلة القائلين بالوجوب قوله صلى الله عليه وسلم: “ من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا “ رواه أحمد وابن ماجه والدارقطني والحاكم، و لا إثم على غير القادر.
ثانياً – ماهي الأضحية؟
هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام عيد الأضحى المبارك تقرباً إلى الله عز وجل، والأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والضأن والماعز، لقول الله تعالى: ”َمنَسًكا لَِيْذُكُروا اْسَمَِّ اللهَ عَلى ما رَزَقُهم من بِهيَمِة اْلأَْنَعاِم ”، ويفضل في الأضاحي الإبل ثم البقر ثم الضأن ثم الماعز، و قد يشترك في الجاموس أو البقر سبعة.
ثالثاً – شروط اختيار الأضحية:
1- أن تكون من بهيمة الأنعام المسنة الثنية فما فوقها “من الإبل ما تمت السنتان و من الغنم ما تم سنة “، والجذعة من الضأن ما دون ذلك ما تم نصف سنة.
2- أن تكون خالية من العيوب كالعور والمرض والهزال والعرج، كما قال _صلى الله عليه و سلم_ حين سئل ماذا يتقي من الضحايا؟ فأشار بيده قائلاً: “ أربعا : العرجاء البين ضلعها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقى “.
3- وأن تكون ملكاً للمضحي.
4- وأن لا يتعلق بها حق للغير، فلا تصح التضحية بالمرهون.
5- وأن يضحي بها في الوقت المحدد شرعاً.
رابعا – وقت ذبح الأضحية :
الوقت المحدد شرعاً للأضحية من بعد صلاة العيد يوم النحر، إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق و هو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، و أفضل وقت لذبح الأضحية بعد صلاة العيد حيث قال صلى الله عليه و سلم: “ من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة“.
خامساً: طريقة ذبح الأضحية:
من السنة لمن يستطيع الذبح أن يذبح أضحيته بنفسه ولا إثم على من يستعين بجزار، ثم يقول عند الذبح كما قال صلى الله عليه و سلم: “ بسم الله والله أكبر، هذا عني وعن من لم يُضحِ من أمتي"، و لمن لا يحسن الذبح يسن أن يحضر الذبح و يشهده، أما طريقة الذبح و شروطه:
أهلية الذابح، أن يكون مؤهل للذبح و يصح أن يكون رجلاً أو امرأة.
القبلة: أي توجيه رأس الذبيحة تجاه القبلة.
البسملة قبل الذبح.
سن السكين جيداً قبل الذبح بحيث تكون حادة وعدم وضعها تجاه نظر الذبيحة.
قطع الحلقوم و المريء والودجين اللذان يقعان في عنق الحيوان.
سادساً: طريقة توزيع الأضحية:
يسن أن يأكل المضحي من أضحيته و أيضاً يهدي أقاربه و جيرانه، و يتصدق على الفقراء فيجعل ثلثاً لنفسه و ثلثاً يهدي به وثلثاً للفقراء، ولا يجوز بيع أي شيء منها أو إعطاء جزء منها كأجر على الذبح.