يوم عاشوراء.. حكم وفضل صيامه والأدعية المستحبة فيه
يعد يوم عاشوراء من أفضل الأيام التي يغفر فيها الذنوب وبدء صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى، فالصيام والعبادة وترديد أدعية يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي سبقتها، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".
ويُفضل صيام يوم قبله "تاسوعاء" والذي يعد صيامه سنة أيضا بالرغم من أن النبي لم يقم بها ولكنه حث عليها لعدة أسباب، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن عشت لقابل لأصومن التاسع والعاشر"، ويقام في هذا اليوم الاحتفالات والموائد المختلفة.
في تركيا والعديد من الدول الإسلامية، اليوم الأربعاء 18 آب/أغسطس 2021 م هو يوم عاشوراء الموافق لليوم العاشر من شهر محرم 1443 ه، حيث يحرص المسلمون على صيام هذا اليوم، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
يوم عاشوراء: اختار الله تعالى من السنة الهجرية أشهرا حرما، فقال سبحانه وتعالى بسورة التوبة: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم".
ومن هذه الأربعة، شهر الله المحرم أول شهر في السنة الهجرية، وكان شهرا محرما بعد شهر الحج، ليأمن الحجاج في سفرهم إلى بلادهم، وسمى محرما تأكيدا لتحريمه، لأن العرب كانت تتقلب فيه فتحله عاما وتحرمه عاما، وله مزايا عن غيره من الشهور وهي أفضلية الصيام فيه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان: شهر الله الذي تدعونه المحرم".
يعود أصل يوم عاشوراء إلى عهد سيدنا موسى عليه السلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون ومَلَئه، وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجي الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فرض رمضان قال: "من شاء صامه ومن شاء تركه" رواه البخاري ومسلم.
وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر" رواه البخاري ومسلم.
ويعد صيام يوم عاشوراء، عطلة رسمية في بعض الدول مثل إيران، باكستان، لبنان، البحرين، الهند والعراق والجزائر.
فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء: ليوم عاشوراء فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وصومه كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام، ومنهم نوح وموسى اللذان صاماه، وصيامه يكفر ذنوب السنة التي قبله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل صيام يوم عاشوراء: "صيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".
ويسمى اليوم الذي قبله يوم "تاسوعاء"، وصيام يوم تاسوعاء مستحب شرعا لما فيه من مخالفة اليهود الذي يصومون يوم عاشوراء لأن الله تعالى نجا فيها سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع"، وقَالَ ابن عباس: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هل يجوز صيام عاشوراء منفردا: يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيم يوم قبله أو بعده، وذلك لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو متفردا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع لمخالفة اليهود.
حكم صيام يوم عاشوراء: عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: "أمَر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجلًا من أسلَمَ، أن أذِّنْ في النّاسِ: أن مَن كان أكَل فليَصُمْ بقيةَ يومِه، ومَن لم يكُنْ أكَل فليَصُمْ، فإنّ اليومَ يومُ عاشوراءَ"، وقد وردت الكثير من الأحاديث في التّخيير في أمر الصّيام، فمن شاء صام ومن شاء ترك الصّيام، وقد جاء هذا التّخيير في الأحاديث لإبطال الإيجاب، وليس لإبطال الاستحباب، وذلك لأنّ صيام يوم عاشوراء كان في بداية الإسلام أمرًا واجبًا أمر به الرّسول حتّى أنّه كان قد أمر من تناول الطّعام أن يمسك ويصوم.
مراتب الصوم: لصيام يوم عاشوراء ثلاث مراتب، أولها بحسب الإمام ابن القيم أن صوم يوم عاشوراء يكتمل بصيام يوم قبله ويوم بعده، أي اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وثانيها صيام اليوم التاسع والعاشر، والمرتبة الأخيرة هي صيام اليوم العاشر منفردا.
حكم الاحتفال: وفقا لدار الإفتاء المصرية، يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ".
وتكثر البدع في يوم عاشوراء، حيث ورد في بعض الأحاديث استحباب الاختضاب، والاغتسال، والتوسعة على الأبناء، ولكنَّ هذا لم يرد ولا تصح نسبة أيّ شيء منه، وذهب الحنفية إلى أن إفراد يوم عاشوراء بالصوم مكروهٌ كراهة تنزيه؛ وبناءً عليه: فيجوز صوم يوم العاشر من شهر الله المحرم منفردًا، ويستحب مع ذلك صوم يوم قبله أو يوم بعده خروجًا من الخلاف.
أدعية يوم عاشوراء
هناك بعض الأدعية التي يفضل ترديدها في يوم عاشوراء، ومن هذه الأدعية: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار".
ومن هذه الأدعية أيضا "يا رحمن الدنيا والآخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحيني حياة طيبة وتوفني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت"، "اللهم طهرني من الذنوب والخطايا اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس"، "اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد"، "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، "اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار".
أدعية مستجابة يوم عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، سبحان الله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه سبحان الله عدد الشفع والوتر وعدد كلماته التامات كلها، أسألك السلامة كلها برحمتك يا ارحم الراحمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وصلى الله تعالى على نبينا خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
اللهم يا مفرج كل كرب و يا مخرج ذي النون يوم عاشوراء و يا جامع شمل يعقوب يوم عاشوراء ويا غافر ذنب داود يوم عاشوراء ويا كاشف ضر أيوب يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى وهارون يوم عاشوراء ويا خالق روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيبك ومصطفاك يوم عاشوراء.