قصّة سيدنا يوسف عليه السّلام.. 40 عامًا بين الرؤيا وتحقُّقها

قصّة سيدنا يوسف عليه السّلام.. 40 عامًا بين الرؤيا وتحقُّقها
قصّة سيدنا يوسف عليه السّلام.. 40 عامًا بين الرؤيا وتحقُّقها

قصّة سيدنا يوسف عليه السّلام.. 40 عامًا بين الرؤيا وتحقُّقها

أبدع القصص القرآني في تصوير قصة سيدنا يوسف (عليه وعلى نبينا السلام) وفي معرضها قال تعالى: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين.

وقد رأى يوسف - وهو صغير - في منامه ذات ليلة رؤيا عجيبة ظهر فيها أحد عشر كوكبا من كواكب السماء وقد خرت جميعها ساجدة له أو أمامه، كما رأى الشمس والقمر أيضاً ساجدين له مع تلك الكواكب.

وقال المفسرون: إن الكواكب الأحد عشر التي رآها يوسف عليه السلام هي أخوته فقد كان إخوة يوسف عليه السلام أحد عشر أخا أكبر منه، أما الشمس والقمر فهما أبواه.

وحي من الله

وإذا كان يوسف وإخوته يشكلون معا اثني عشر ابنا لسيدنا يعقوب عليه السلام، فقد رأى الرؤيا أو الحلم وهو في الثانية عشرة من عمره، وكان الفاصل بين هذه الرؤيا وما حدث بعدها، ثم اغترابه عن أهله وعودته للقائهم في مصر أربعين سنة أي أنه التقاهم مرة ثانية في الثانية والخمسين إلا أنه من المؤكد لدى العلماء والشراح أن سيدنا يعقوب عليه السلام أدرك من اللحظة الأولى من رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام أنها وحي من الله تعالى وأن صغيره (وقتها) سيبلغ مبلغا عظيما من الحكمة والنبوة، فخاف عليه من حسد إخوته لذلك نهاه أو نصحه أو شدد عليه بألا يقص رؤياه تلك على أحد من إخوته حتى لا يحتالوا لقتله أو التخلص منه على أي نحو.

ويتواصل القصص القرآني مع رحلة سيدنا يوسف عليه السلام وخبره مع إخوته وملاحظتهم لقربه من أبيه (عليه السلام) وتفضيله له بحكم ما يعلم من أمره وحرصهم على أن يخلو لهم وجه أبيهم، فكان كيدهم له وإصرارهم على اصطحابهم له في خروجهم للرعي، وحوارهم حول كيفية التخلص منه وانتهاؤهم إلى إلقائه في البئر والعودة بقميصه وعليه دم كذب والزعم أن الذئب أكله وهو الزعم نفسه الذي حذرهم منه يعقوب عليه السلام وعادوا إليه بروايتهم فقال: والله المستعان على ما تصفون.. فقد أدرك بحكم النبوة أبعاد المخطط، ثم نجا يوسف عليه السلام من البئر وذهب إلى مصر، وما كان من شأنه في بيت عزيز مصر، والأحداث التي تتابعت مع امرأته (زليخة) التي راودته عن نفسه وهمت به فأبى واتجه نحو الباب فنزعت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب، وشهد شاهد من أهلها، إلا أن الأمر لم يكن ليستقيم إلا بدخوله السجن فقال قولته الأجمل: السجن أحب إلى مما يدعونني إليه.

في السجن

وفي محبسه التقى اثنين من رجال الملك، وكانت لكل واحد منهما رؤيا خاصة به فانتهى إلى أن الأول ستتأكد إدانته فيصلب حتى الموت، وتأكل الجوارح من رأسه، أما الثاني فتظهر براءته ويرد له اعتباره ويعود ساقيا للملك ومقربا منه، وقبل انصراف الساقي قال له يوسف: اذكرني عند ربك أي صاحبك وهو يقصد الملك وعاتبه القرآن بقوله فأنساه الشيطان ذكر ربه واستغفر يوسف كثيرا وبعدها أمضى في السجن 7 سنوات أخرى ونسى الساقي القصة كلها حتى رأى الملك في منامه 7 بقرات سمينة وقد خرجت من نهر يابس وتبعتها 7 بقرات هزيلة، فأتت الهزيلة على السمينة وابتلعتها، ثم رأى سبع سنبلات خضر عامرة بالحب وأخر يابسات جافات فالتفت اليابسات على السنبلات الخضر فأكلتها.

وفي اليوم التالي جمع الملك رجاله وأعوانه والسحرة والكهان فلم يستطع أحد تفسير أو تأويل رؤياه، وكان ساقي الملك حاضرا فطلب الإذن له بلقاء يوسف والعودة منه بالتأويل، وهو ما تم على الوجه الأمثل الذي أسعد الملك فاستعان بحكمة يوسف في إدارة شؤون البلاد ومواجهة الأزمة القادمة والتصرف حيالها بالتدبير اللازم.

ويذكر القرآن الكريم كيف جاء إخوة يوسف عليه السلام الى مصر وما كان من مجيء إخوة يوسف ووالديه إلى مصر ليكتمل تفسير حلم يوسف الذي رآه قبل أربعين سنة حيث دخل عليه إخوته الأحد عشر وأمه وأبوه يعقوب عليه السلام فخروا له سجدا.. وكان سجود سيدنا يعقوب وأبنائه ليوسف عليه السلام سجود تحية لشخص عظيم كما كان شائعاً في زمانهم وليس سجود الطاعة والعبادة كما عرفها الناس بعد ظهور الإسلام.

 

مشاركة على: