ما القصة خلف المثل الشهير "بلغ السّيل الزبى"؟
يُروى أنه في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، كان هناك رجلاً يقوم باصطياد الأسود، وفي أحد الأيام، عندما ذهب للصيد خطرت في باله فكرة، وهي أن أفضل طريقة تمكنه من اصطياد الأسد، أن يحفر له حفرة في مكان مرتفع “رابية”، فعندما يأتي الأسد ويقع فيها يستطيع صيده بكل سهولة.
وفي يوم من الأيام، جادت السّماء بمطر غزير وتشكلت السيول وملأت الحفرة التي حفرها الصياد بالمياه، وعجز الرجل في الوصول إلى الحفرة وبقي صيده حائرًا، فقال حينها: "بلغ السيل الزبى" واصفًا ما حدث معه، ومعتبرًا أن حادثته هذه يصعب التصرف فيها.
وكذلك اتسع استخدام هذا المثّل، حيث صار يُضرب للشخص، حين يُكلف بمسئولية تثقل كاهله، أو على من يكلف بعمل ما ولا يقوى على إنجازه ، وكذلك من يطيل التفكير في مسألة ما ، تستنزف كل قواه الفكرية .
والزبى جمع كلمة زبية، وهي الحفرة التي تحفر من أجل صيد الأسد، ويعود أصلها إلى الرابية التي لا يعلوها الماء، وفي حديث سعيد بن سماك بن حرب نقلًا لما سمعه عن أبيه ابن المعتمر أنه قال: أن ثلاثة أشخاص قد قتلهم أسد أُتي بهم إلى معاذ بن جبل، فسأل معاذ عن سبب مقتلهم، وعرف بأن ثلاثة قاموا بصيد أسد في زبية (حفرة) ثم اجتمعوا عليه وعندما شاهدهم الناس تدافعوا عليهم، فوقع رجل منهم في الحفرة وتعلق بالرجل الثاني فسقط هو والثالث الذي تعلق به أيضًا، وسأل معاذ علي بن أبي طالب بأن يفتيهم فقضى علي بأن للرجل الأول ربع الدية ونصفها للثاني والدية كلها للرجل الثالث، وعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقضاء علي في أمرهم قال: "لقد أرشدك الله للحق".