كيف توفي سيدنا يوسف عليه السّلام؟

لم يرد في القرآن والسّنة النبوية شيئا عن قصة وفاة سيدنا يوسف عليه السلام، ولكن وردت قصص تجيب عن سؤال كيف توفى سيدنا يوسف وكم كان عمره عندما توفى، وذكر العالم ابن كثير نقلاً عن أهل الكتاب بأن سيدنا يوسف عليه السلام كان عمره يوم وفاته مائة وعشر سنين (110 عاماً)، وهناك روايات مُحتملة للصدق أو للتكذيب تفيد بأن سيدنا يوسف عاش عُمر طويل وأنه واجه فرعون وأنتصر عليه.

في رواية بانه بعد أن أجتمع سيدنا يوسف عليه السلام مع والده نبي (يعقوب) عليه السلام ومع إخوته والتم شملهم مرةً أخرى، أشتاق سيدنا يوسف لله عز وجل، وطلب من الله أن يتوفاه ويقبض روحه لينتقل من دار الدنيا إلى الدار الأخرة مع الأنبياء والمرسلين والمسلمين، ولم يطلب أحد من الأنبياء عليهم السلام من قبله أن يطلب من الله بأن يتوفاه، إلا سيدنا يوسف عليه السلام.

وتوجد روايات تقول بأن نبي الله سيدنا يوسف دفن في مصر، وذكر الطبراني في كتابه بأنه لا يوجد أد من الأنبياء تمنى الموت إلا نبي الله يوسف عليه السلام، بعد أن تكاملت عليه النعم وألتقى بوالده وأخوته وعائلته وجمع شملهم فاشتاق إلى لقاء الله، وكما روى الطبراني في تفسيره: عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: (أول نبي سأل الله الموت يوسف)، وفي رواية أخرى: (ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف).

دعاء سيدنا يوسف داخل البئر: ورد في بعض الكتب أن النبي يوسف عليه السلام، عندما ألقاه أخوته في الجب (البئر) دعا ربه بدعاء عمله أياه سيدنا جبريل عليه السلام، ولقد ذكر القرطبي في تفسيره نقلاً عن السدي وغيره بأن دعاء سيدنا يوسف داخل البئر كما ورد في كتب الإسرائيليات، لأنه لم يرد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الرسول أمرنا بأن لا نكذب أهل الكتّاب ولا نقوم بتصديقهم فيما لم يثبت فيه نص نفياً أو إثباتاً.

ودعاء سيدنا يوسف داخل البئر هو: (اللهم يا مؤنس كل غريب، ويا صاحب كل وحيد، ويا ملجأ كل خائف، ويا كاشف كل كربة ويا عالم كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، ويا حاضر كل ملإ.. يا حي يا قيوم أسألك أن تقذف رجاءك في قلبي، حتى لا يكون لي هم ولا شغل غيرك، وأن تجعل لي من أمر فرجا ومخرجا، إنك على كل شيء قدير).