معتقل منذ 14 عاما.. وفاة الداعية السعودي موسى القرني في السجن
توفي اليوم الثلاثاء، الداعية السعودي “موسى القرني” في السجن، بعد اعتقال دام قرابة 15 سنة.
وذكرت منظمة "سند" الحقوقية، أن القرني توفي في أحد السجون، بحسب أنباء مؤكدة.
وأضافت أن القرني اعتقل في شباط/فبراير 2007 مع مجموعة من الحقوقيين بسبب مطالبتهم بإنشاء جمعية لحقوق الإنسان في السعودية.
وتابعت: "تعرض لصنوف الأذى والتعذيب والتضييق أثناء اعتقاله وحبس في العزل الانفرادي لفترات طويلة وتدهورت حالته الصحية في السنوات الأخيرة دون مبالاة من السلطة".
من جهته أعلن حساب معتقلي الرأي على تويتر، وهو حساب يهتم بأخبار المعتقلين في السعودية، خبر وفاة الداعية القرني، قائلا: “كان يقضي حكماً جائرا بالسجن مدة 20 سنة، يليها 20 سنة أخرى منع من السفر، بعد اتهامه بعدة تهم، منها التخطيط لتأسيس حزب سياسي و التواصل مع جهات أجنبية والخروج على ولي الأمر”.
وقال الداعية “سعد بن ناصر الغامدي” في حسابه على “تويتر”: “رحم الله الشيخ العالم الأبيّ موسى القرني قضى في السجن نحو 15 سنة لمطالبات تقدم بها وتحت أصناف القهر والتنكيل والتسهير والتأثير النفسي والعقاقير المُمرِضة أصيب بمرض عصابي فلم يرحموا شيبته ولم يراعوا علّته حتى توفي اليوم اللهم اجعله عليهم عذابا كما جعلت سعيد بن جبير على الحجاج”.
والقرني هو داعية وأكاديمي يحمل درجة الدكتوراه في أصول الفقه، وعمل في التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعميدا لشؤون الطلبة في ذات الجامعة.
كما أنه عمل مدرسا في جامعة ببيشاور الباكستانية، وكان مديرا للأكاديمية الإسلامية للعلوم والتقنية التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي في بيشاور أيضا.
بعد إحالته إلى التقاعد بقرار ملكي، عمل في المحاماة والاستشارات الشرعية، وكان له ديوانية سبتية (اجتماع كل سبت) في منزله، للتحدث عن الإصلاح الداخلي.
ورغم محاولة السلطات ربطه بالإرهاب، بالاستناد إلى ذهابه سابقا لأفغانستان وباكستان، ومعرفته بأسامة بن لادن، إلا أن موسى القرني ذهب وعاد في الفترة التي كانت تدعم فيها السعودية "الجهاد الأفغاني".
وأيّد القرني في تصريحات صحفية ما تقوم به وزارة الداخلية من محاورة أصحاب الفكر المتشدد في السجون، إلا أنه لم يسلم من الاعتقال لاحقا.
واعتقل القرني في عام 2007، وحُكم عليه في ذات القضية مع المعتقل المعروف الدكتور سعود الهاشمي وآخرين بالسجن 20 عاما، والمنع من السفر بعد انقضاء محكوميته 20 عاما، علما بأنه يبلغ من العمر حاليا 66 عاما.
في أيار/مايو 2018، فجع ذوو موسى القرني بتعرضه لجلطة دماغية، تسببت في نقله إلى مستشفى للأمراض العقلية في جدة، بحسب مصادر حقوقية.
وبعث القرني من داخل سجنه قصيدة، جاء فيها:
"إلهي لقد جاروا علينا لأننا.. إلى العدل والإصلاح ندعو وننذر
وندعو إلى الشورى التي قد دعا لها.. نبي الهدى والظلم والقهر ننكر
لكن قوما من ولاة أمورنا.. علينا عدوا ظلماً ولم يتبصروا
إلى السجن ساقونا وذلّوا رقابنا.. وذَلوا أهالينا وفينا تجبروا".