كيف تشجعين طفلك على المذاكرة؟
الصراعات بين الأم والطفل لعمل الواجب الدراسي قد تصل لضربه أو حرمانه من أكثر الأشياء التي يحبها، ومن ثم يكره الطفل المذاكرة أكثر وأكثر لأنها سبب المشاكل بينه وبين الأهل، وهي التي تجعله يُحرم من كل شيء ممتع في حياته البريئة، بينما يدخل الأهل في صراعات بين لوم أنفسهم، أو ترك الطفل بدون مذاكرة، ويستندون إلى أن التعليم في بلداننا العربية غير مجدٍ، وليس له مراكز في مستويات التعليم العالمي، ولكن ماذا يفعل الأهل لكي يجعلوا أطفالهم يحبون العلم والتعلم، ويذاكرون بشكل أسهل دون صراعات؟ ما هي أسباب نفور الطفل من المذاكرة؟
1. تقييد حركته وإجباره على الجلوس لفترات طويلة مما يشعره بالملل.
2. إلزامه بواجبات كثيرة لعملها في وقت ضيق مما يشعره بالفشل والإحباط.
3. العصبية والصوت العالي أثناء المذاكرة مما يشعر الطفل بالكراهية ممن حوله وأنها سبب مشاكل حياته.
4. العقاب والتهديد واللوم الدائم والتقطيم وعدم رؤية الأهل لإنجازات الطفل الأخرى غير المذاكرة.
5. تفكيره وانشغاله الدائم باللعب والتلفاز مما يؤثر عليه ويشتت انتباهه.
10 حلول ذهبية لمذاكرة أفضل للطفل
1. المكان
لابد أن نضع في اعتبارنا مكان مذاكرة الطفل من حيث الراحة والإضاءة الكافية وهدوء الأجواء حوله، فلا يمكن أن يذاكر الطفل أمام التلفاز أو في مكان غير مخصص للمذاكرة كالسرير مثلاً.
2. تنظيم وقت الطفل
تنظيم وقت الطفل المتبقي في اليوم الدراسي لثلاثة أقسام (مذاكرة – لعب – راحة)؛ لأن اللعب كالماء والهواء بالنسبة للطفل ولابد أن يأخذ قسطََا كافيًا من الراحة حتى يستعيد طاقته مرة أخرى ويستعد للاستيعاب من جديد، وتخصيص وقت محدد من اليوم للمذاكرة حتى يعرف الطفل أن هذا هو الوقت دون المجادلة معه، وأيضًا لا يمكن المذاكرة بعد الأكل مباشرةً حتى يستطيع التركيز ولكن يجب المكوث بعد ساعة على الأقل حتى تبدأ المعدة في الهضم ويعود المخ لنشاطه من جديد، ولا المذاكرة بعد العودة من المدرسة فورًا وهو منهك من يومه الدراسي، و يجب أخذ قسط من الراحة خمس دقائق كل نصف ساعة مذاكرة.
3. الثناء المحدود على الطفل
التشجيع بالكلمات الطيبة والمشجعة وحتى لو حصل الطفل على درجات متوسطة، فيجب أن نظهر حماسنا له وأملنا أنه في المرة القادمة ستصبح درجاته أفضل وأن العمل هو الأساس كما وصانا رسولنا الكريم على ان نجيد عملنا لأن الله يرى أعمالنا، ويمكن أن نؤلف كلمات لها تلحين تحتوي على اسم الطفل وتدعمه وتشعره بالإنجاز عندما يجيد عمل شيء، فذلك يعطيه طاقة أكبر.
4. إضافة الفكاهة والدعابة أثناء المذاكرة
إذ إن الأطفال يتعلمون أكثر عند المرح والدعابة وكثير منهم يحب الأغاني والحركة عليها حتى تزيد من نشاط المخ وقدرة استيعابه، فلابد أن نتقبل طبيعة الطفل حسب نمطه الشخصي كما ذكرنا.
5. التغذية والنوم والرياضة
النوم المنتظم مهم جدًا لأنه يعالج الدماغ ويقوي الذاكرة، إذ إن النوم غير المنتظم هو أحد أسباب ضعف الذاكرة ولا يساعد على الاستيعاب بشكل سريع للمعلومات التي يتلقاها طفلك في فترة النهار، كما أن التغذية السليمة والصحية هامة لتطور الذاكرة، والتي تحتوي على الأوميجا 3، كما أنه هناك عدة أبحاث أثبتت أن ممارسة الرياضة بانتظام تؤثر بشكل مباشر على قوة الذاكرة، وتعمل على حماية مهارات التفكير والذاكرة.
للمزيد، يمكن قراءة هذا المقال:تدريبات ضعف الذاكرة: كيف تقوي ذاكرة طفلك؟
6. وضع اتفاقات
حتى لا ينشغل بالتلفاز يمكننا أن نضع وقتًا محددًا لمشاهدته في الروتين للاتفاق عليه، وعند طلب الطفل للتلفاز نشغله بتنفيذ الروتين ونسأله: هل جاء وقت التلفزيون؟ متى وقته؟
7. القدوة الحسنة
أنجز عملك كمربٍّ على أكمل وجه، فلا يصح أن يراك طفلك تتهرب من عملك وتعود للمنزل مبكرًا أو تتلاعب فيما يخص عملك وتريده هو أن يتم واجباته ودراسته على أكمل وجه.
8. الابتكار والتجديد
تحويل المعلومات الصماء لأشياء ملموسة يتفاعل معها، وربط العلم بالواقع حتى يصبح أسهل لديه كاستخدام الخرائط للتعرف على البلدان وعمل التجارب العلمية لمعرفة ما يحتويه العلوم، وأيضًا الذهاب للمتاحف والآثار لمعرفة التاريخ (تطبيق كل ما يدرس بشكل مبسط) وتقسيم الواجبات والمذاكرة لخطوات وأقسام صغيرة حتى يسهل عليه التركيز.
9. الاهتمام بالإجازات
قضاء وقت ممتع في الإجازة من الأشياء الهامة التي ينساها الكثير من الأهل، وهناك من يذكر لأطفاله عبارات مثل: «أنا بخرجك علشان ترجع تاكل الكتب»، ويشعر الطفل بالقهر وأن التنزه في الإجازة لمقابل ويجعله لا يتمتع بالخروج بكلمات اللوم والتقطيم طوال يوم نهاية الأسبوع. والبعض الآخر من الأهل يخصص يوم العطلة للمذاكرة «إنت لازم تذاكر كل اللي أخدته يوم الأجازة»، وبكلتا الحالتين لا يشعر الطفل بالراحة والفصل لإرهاقه الذهني طوال الأسبوع الدراسي، فالتمتع بالإجازة هام جدًا لشحن طاقة الطفل لبدء أسبوع جديد مليء بالحماس والحيوية.
10. احترام النفس البشرية
أحيانًا يشعر الإنسان بالملل وهذا حق الطفل أيضًا، كما له حق التعبير عن رأيه وإعطائه الاختيارات ليذاكر أيًا منها الأول أو ماذا يفعل أولاً وهكذا، ولابد من مساعدة الطفل ليجد ما يناسبه هو وليس ما يناسبكم أنتم الاهل، والأهم من الدرجات النهائية هو نفسية أطفالكم و تنشئة طفل سويّ وتوسيع مداركه ومساندته ودعمه حتى ينشأ على بر الوالدين.
والخلاصة يجب ألا نضع هدفنا هو وصول الطفل لأقصى الدرجات، ولا نُدخل الطفل في ماراثون المقارنات واللهث وراء المجموع وكليات القمة، لنجعل الدراسة شيئًا مسليًا ووقتًا لذيذًا للطفل لكي يحب العلم والتعلم عندما يجد المتعة في إشباع رغبة الاستكشاف، فالأطفال بطبيعتهم يولدون برغبة التعلم فلا نخمد هذه الرغبة ونجعلهم يكرهون هذه الغريزة بالقهر ونفقدهم طفولتهم.
مواقع إلكترونية