الاكتئاب عند الأطفال.. أسبابه وطرق علاجه
الاكتئاب حالة من الممكن أن تصيب الطفل، مثل الكبار تماماً، خاصة أن الصغار لا يجيدون التعبير عما يشعرون به، أو بأي طريقةٍ ينقلون مشاعرهم إلى والديهم، وبالتالي لا يطلبون المساعدة، رغم أن الاكتئاب يمثل اضطراب حقيقي شديد في الحالة المزاجية، من الممكن أن يسرق من الطفل هدوئه وسعادته، ولأنها حالات موجودة وأصبحت تمثل نسبة لا يستهان بها.
أسباب اكتئاب الطفل
- الأسباب غير مفهومة بالضبط، لكن غالبًا يرتبط بوجود خلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ، ما يؤثر على الحالة المزاجية.
- التعرضُ لأحداثٍ مجهدة، كتغيير المدرسة، أو انفصالِ الوالدين، أو وفاة أحد أفرادِ الأسرة.
- تناول أدوية معينة مخدرة، مضادة للألم، وربما كان بسبب التاريخ العائلي، حيث يكون الاكتئابُ عند بعض الأطفال وراثيًا.
تأثير العنف على اكتئاب الطفل
- على رأسها معاملة الأسرة وتصرفات الأم بانفعالٍ مع الطفل، وإهمال الوالدين، ما يجعل الصغير يشعر بالعزلةِ، ومن ثم يصاب بأمراضٍ نفسيةٍ منها الاكتئاب.
- كما أن انفصال الوالدين، وفقدان الابن لوجود أحدهما، أو نشوب خلافات بينهما تعد عامل مهما في إصابة الطفل بالاكتئاب.
- التفاوت في القدرات الفردية بين الأبناء، وعدم احترام الوالدين لذلك ومقارنة الصغير بأقربائه، تدفع الطفل للحزن والاكتئاب.
- الخوف المرضي على الطفل، والتدليل الزائد، أسبابٌ تضعف قدرة الطفل على تكوين علاقاتٍ اجتماعية، وبالتالي ينعزل ويصابُ باكتئاب.
- كما حذر الأطباء المختصون من الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية، خصوصا ألعاب العنف، إذ تصيب الطفل بالاكتئاب.
- المعاملة العنيفة داخل الأسرة التي ترتكز على الضرب والإهانةِ والتقليل من شأن الطفل، وعدم إبراز دوره واستيعاب تصرفاته، لها مردود سيئ على نفسيةِ الطفل.
- في حال تشخيص الحالة وثبوت أن الطفل مصاب باكتئاب يبدأ الطبيب النفسي بعلاج الطفل، وعادة يشمل العلاج : نفسي وسلوكي ودوائي.
علاج الاكتئاب عند الأطفال
ينطوي علاج الاكتئاب عند الأطفال على العلاج النفسي والدواء الذي يحتاج إلى وصفة طبية لصرفه، وهي علاجات لا تستمر مدى الحياة، كما يمكن المشاركة بين تلك الطريقتين، حيث سيصف طبيب الأطفال خطة علاجيّة محدّدة، وسيقرّر متى يكون من المناسب للطفل التوقف عن استخدامه، وتعتمد تلك الخطّة غالبًا على شدّة الأعراض، ويكون علاج الاكتئاب عند الأطفال على الشكل الآتي:
العلاج النفسي
العلاج النفسي هو نوع من استشارات الصحة العقلية التي تستلزم العمل مع أخصائي علاج مدرَّب، بهدف معرفة طرق حلّ المشكلات والتعامل مع الاكتئاب، ويمكن أن يكون ذلك التدخّل فعّالًا بقوّة، فقد يؤدّي إلى تغييرات كيميائية حيويّة إيجابيّة في الدّماغ، وبالنسبة للأطفال، يعد العلاج بالموسيقى وكذلك التدليك من التدخّلات المفيدة، وهناك نوعان رئيسان من العلاج النفسي يفيدان في علاج الاكتئاب في مرحلة الطفولة، وهما العلاج النفسي الشخصي والعلاج السلوكي المعرفي، وبشكلٍ عام، تستغرق هذه الأشكال من العلاج أسابيع إلى أشهر لإكمالها وتهدف إلى تخفيف أعراض الحالة المرضيّة، وقد تكون هناك حاجة لمزيد من العلاج النفسي المكثّف لفترة أطول.
العلاج الدوائي
يمكن أن يلجأ الطبيب لوصف أدوية مضادّة للاكتئاب في بعض الحالات، فمنذ عام 2015، أصدرت منظمة الغذاء والدّواء خمسة أدوية مضادّة للاكتئاب لعلاج حالات المرض عند الأطفال، ويختلف استعمال هذه الأدوية حسب العمر، لذلك سينظر الطبيب في عمر الطفل عند اختيار أفضل علاج دوائي، ووفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة، يمكن استخدام أدوية محدّدة في علاج الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب، كدواء سيرترالين وفلوفوكسامين وفلوكستين، وقد يكون من الآثار الجانبية النادرة لهذه الأدوية عند الأطفال زيادة خطر الانتحار، ولكن يتم تشجيع أولياء الأمور ومقدميّ الرعاية للأطفال الذين يتناولون هذا الدواء على مراقبتهم عن كثب بحثًا عن التغييرات والسعي للحصول على مساعدة فورية من الطبيب إذا شعروا بالقلق، كما يجب على الأطفال الذين يتناولون أيًا من هذه الأدوية ألّا يتوقفوا عن تناولها دون إذنٍ من الطبيب، فقد يؤدّي ترك الدواء إلى آثار جانبيّة كبيرة.
مواقع إلكترونية