تقرير: ماذا تعرف عن عيد تأسيس الجمهورية التركية الحديثة؟
يحيي المواطنون الأتراك في 81 ولاية تركية، وخارج الوطن، في 29 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، ذكرى هامة تعد نقطة تحول في تاريخ تركيا، وهي عيد الجمهورية التركية الحديثة.
يتذكر الشعب التركي في هذا اليوم التاريخي، بافتخار واعتزاز نضالات وبطولات من ساهموا في تحقيق الانتصار بحرب الاستقلال التي تمتلك ماضٍ عريق يمتد لقرن من الزمان، والتي امتدت لأربع سنوات قدم خلالها الأتراك آلاف الشهداء والجرحى، بين عام 1919 و1923، نتيجة سقوط الخلافة العثمانية العظمى إبان الحرب العالمية الأولى، واستلاء دول الحلفاء الغربيين على الأراضي التركية.
وانتهت الحرب التي قادها الجيش التركي وعلى رأسه مصطفى كمال أتاتورك، باستقلال معظم أراضي الأناضول، ليعلن الأخير في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923 عن تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، ليرسخ هذا اليوم عيدًا وطنياً وعطلة مدفوعة الأجر.
يحتفل الأتراك بعيد تأسيس الجمهورية سنويًا، برفع الأعلام الوطنية في كل مكان، وترديد النشيد الوطني، وإقامة حفلات للفلكلور العثماني في الساحات العامة والطرقات، وإقامة محاضرات وحفلات بهذه المناسبة، وتكون المواصلات في الكثير من الولايات الكبرى مجانية، مثل في إسطنبول وإزمير والعاصمة أنقرة.
وتتشح تركيا كلها بلون العلم التركي الأحمر، وتستمر الاحتفالات التركية بهذه المناسبة الوطنية والعيد الأهم في البلاد أياماً من المسيرات والاحتفالات وترديد الأغاني الوطنية وشحذ مشاعر الأتراك القومية والوطنية، والتذكير بمآثر “الأب المؤسس” الذي أسس جمهوريتهم قبل 98 عاماً، مصطفى كمال أتاتورك.
وينظر الأتراك إلى أتاتورك كزعيم وبطل فذ أنقذ البلاد وخاض حرب الاستقلال وأوجد تركيا الحديثة، وكان يسمى “ذئب الأناضول” الذي بزغ نجمه العسكري بهزيمة جيوش الحلفاء بالحرب العالمية الأولى (فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية) شرّ هزيمة بحملة جاليبولي أو حملة الدردنيل التي يسميها الأتراك “جاناكلّه”، وكانت تلك البدايات لحرب الاستقلال التركية وإنقاذ تركيا من التقسيم والقسطنطينية (إسطنبول) من العودة للهيمنة الغربية.
حيث ستحيي تركيا غدا الجمعة الذكرى الـ98 لتأسيس الجمهورية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1923، بإقامة فعاليات مختلفة في أنحاء البلاد كافة.
وسيقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بزيارة ضريح أحد رموز حرب الاستقلال كمال أتاتورك، في العاصمة أنقرة، ووضع باقة زهور على قبره، ثم التوجه إلى القصر الرئاسي لإلقاء كلمة واستقبال المهنئين.