الكستناء المشوية تبعث الدفء في أجواء إسطنبول الشتوية الساحرة
لا تغيب عربات الكستناء أو ما يعرف بـ "أبو فروة"، عن شوارع تركيا عموما وإسطنبول خصوصا أيام الشّتاء الماطرة.
يعتبر الأتراك الكستناء جزء لا يتجزأ من ثقافتهم العريقة، وأحد أنواع المكسرات المفضلة لديهم في فصل الشتاء، لما تحتويه من عناصر غذائية هامة للجسم وتمده بالدفء، كما أنّها تعتبر نوع من النباتات التي تستخدم في صنع بعض أنواع العقاقير الطبية.
إذا كنت من عشاق "أبو فروة" تعرف معنا على فوائدها الطبيعية وعلى المحاذير المتعلقة بتناولها وفقًا لدراسات عديدة.
فبالرغم من أنها من المكسرات اللذيذة التي تمد الجسم بالدفء في الشتاء، إلا أن تناولها نيئاً قد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم.
وهي وبحسب الخبراء في موقع ويب ميد الأمريكي، فإن تحتوي على الدهون والنشويات والبروتينات والعديد من الفيتامينات مما جعلها أحد المكملات الغذائية الفعالة والتي استخدمت منذ القدم لعلاج عدد من الحالات.
ويُقبل الكثيرون على تناولها بعد شيّها أو سلقها وتقديمها مع العسل والزبدة، كما تدخل في تكوين بعض الأطباق مضيفةً عليها مذاقا لذيذا.
وتستخدم بذور كستناء الحصان وأوراقها في علاج العديد من الأمراض مثل الدوالي والبواسير والأوردة المنتفخة كما تعالج حالات الإسهال وارتفاع درجة الحرارة وتضخم البروستاتا.
وتعتبر بذور هذا النبات الذي ينمو في جبال البلقان جنوب شرق أوروبا علاجا فعالا أيضاً للأكزيما وآلام الحيض والسعال وآلام المفاصل.
وبحسب الخبراء في موقع ويب ميد الطبي، فإن ثمرة الكستناء تعد آمنة للغاية بالنسبة لمعظم الناس عندما يتم تناول مستخرج البذور المطهي، إلا أنها ربما تتسبب في بعض الأحيان ولبعض الأشخاص في حدوث آثار جانبية، مثل الدوخة والصداع واضطراب المعدة والحكة.
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن مستخلص بذور كستناء الحصان قد يكون مفيداً في علاج القصور الوريدي المزمن. وينتج هذا المرض عن ضعف جدران أوردة الساق ونقص كفاءة صماماتها، ما يؤدي إلى ركود الدم وصعوبة رجوعه إلى القلب.
وفي دراسة نشرت عام 2006، قام الباحثون بتحليل سبع تجارب سريرية وخلصوا إلى أن مستخلص بذور كستناء الحصان هو "علاج قصير الأجل فعّال وآمن" للقصور الوريدي المزمن.
ووفقا للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي بأمريكا، لا يوجد ما يكفي من الأدلة العلمية لدعم استخدام بذور كستناء الحصان لعلاج القصور الوريدي المزمن بشكل نهائي، ومع ذلك، خلصت ورقة بحثية نشرت عام 2001 إلى أن بعض المكملات الغذائية بالإضافة إلى كستناء الحصان "قد تمنع مضاعفات تستغرق وقتا طويلا ومؤلما لمرضى دوالي الأوردة والبواسير"، طبقاً لما ورد بموقع فيري ويل هيلث الأمريكي.
كما طور الباحثون طريقة أكثر فعالية للكشف عن الخلايا السرطانية باستخدام ثمرة الكستناء. وبحسب ما نشره موقع "ديلي ميرور" البريطاني، فقد استحدث العلماء إشعاعا يستخدم مادة الإسكولين المستمدة من الكستناء لتعزيز رسم الخرائط والصور الشعاعية، للبحث عن الخلايا السرطانية.
والإسكولين هي مادة كيميائية موجودة في كستناء الحصان ومفيدة للدورة الدموية. ويقول جان غريم، من معهد "سلون كيترينغ" في الولايات المتحدة، إن تطوير تطبيق موضعي من الهلام يجعل هذا الابتكار "منهجا معتمدا وأساسيا في تقنيات التصوير الشعاعي الخاص بالسرطان".
تقول أخصائية التغذية بالكلية الأمريكية للتغذية، كاثي وونغ، إن الكستناء والاسم العلمي لها (Aesculus hippocastanum)، استخدمت في الطب الشعبي منذ فترة طويلة لعلاج مختلف الظروف الصحية مثل التخفيف من التورم والالتهاب وتقوية جدران الأوعية الدموية وغيرها، كما تحتوي الكستناء على مضادات الأكسدة القوية والتي تساعد في محاربة الأمراض بشكل أكثر فعالية. وتحذر وونغ من تناول الكستناء مع بعض العقاقير مثل الأسبرين والبلافيكس والتيكليد وغيرها من الأدوية المضادة للتخثر إلا تحت إشراف طبي.
ويحذر الأطباء في الموقع الطبي الأمريكي مرضى السكر والجهاز الهضمي والكبد والكلى من تناول تلك الثمرة إلا بعد مراجعة الطبيب.
ويؤكد الخبراء أن بذور كستناء الحصان الخام واللحاء والزهرة والأوراق كلها غير آمنة، ويمكن أن تسبب التسمم. لذا يجب تناول الثمرة بعد شيّها أو سلقها، وتشمل علامات التسمم اضطراب المعدة ورجفان العضلات والتقيؤ والإسهال.