زار ضريحه الوزير أكار.. من هو السلطان العثماني المدفون بكوسوفو؟
زار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، ضريحي السلطان العثماني مراد الأول، وبطل كوسوفو القومي آدم يشاري.
جاء ذلك على هامش زيارة رسمية يجريها إلى كوسوفو، أعقبت زيارة إلى البوسنة والهرسك.
وبعد زيارته ضريح السلطان مراد الأول بالقرب من العاصمة بريشتينا، توجه أكار إلى منطقة "بريكاز" ووضع إكليلا من الزهور على قبر آدم يشاري، أحد قادة ومؤسسي جيش تحرير كوسوفو.
ويعتبر السلطان "مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل" ثالث سلاطين الدولة العثمانية، ولد عام 1326م الموافق 726 للهجرة، وتولّى الحكم وهو في عمر 31 عاماً بعد وفاة أبيه السلطان "أورخان" عام 1359م.
تعد فترة حكمه التي امتدت طوال 31 عاماً إحدى أهم الحقب الزمنية في تاريخ الدولة العثمانية، إذ شهدت تلك الفترة توسعاً كبيراً برقعة الدولة العثمانية، فحين تسلم الحكم كانت الدولة العثمانية لا تتجاوز 95 ألف كم مربع، وخلال عهده تضاعفت رقعة البلاد حوالي خمسة أضعاف لتصل إلى 500 ألف كم مربع.
خاض العديد من الحروب التي اثمرت انتصارات ضاعفت من أهمية الدولة العثمانية آنذاك، حيث خاض 37 معركة في الأناضول، وفي البلقان، كان من أبرز انتصاراته استيلاءه على مدينة "أدرنه" عام 1362م وجعلها عاصمة للدولة العثمانية، ومن ثم هزيمته للتحالف البيزنطي – البلغاري عام 1363م في معركة "ماريتزا"، وكذلك فتحه لبلاد الصرب عام 1389م في معركة "قوصوة" التي استشهد فيها ليخلفه من بعده ابنه السلطان "بايزيد الأول".
كما شهد عهده تطوراً ملحوظاً في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية، إذ لأول مرة شهدت الدولة العثمانية تطبيق النظام المركزي في إدارتها، حيث طور أجهزة الدولة السياسية والإدارية، واستحدث أجهزة ومناصب لم تكن موجودة من قبل، أبرزها إنشاء منصب "قاضي العسكر".
كما اهتم بالمؤسسة العسكرية، فطوّر تشكيلاتها، واهتم بالأسلحة، والتدريب العسكري، كما كان له دور بارز في نشر التعليم وبناء المدارس، كما وشهد الاقتصاد العثماني انتعاشاً في عهده بفضل زيادة رقع البلاد، وارتفاع عدد سكانها.
قٌتِل السلطان "مراد الأول" في الخامس عشر من حزيران/يونيو عام 1389م، وقد قُتِل بطعنة خنجر على يد أحد نبلاء الصرب الذي ادعى أنه يريد اشهار إسلامه خلال تفقد السلطان لساحة معركة "قوصوه".
يقول المؤرخ الفرنسي "كرينارد" عن السلطان "مراد الأول": (كان مراد أحد أكبر رجال آل عثمان، وإذ قومنا تقويماً شخصياً، فقد كان في مستوى أعلى من كل حكام أوروبا).
من كلماته الأخيرة قبل وفاته: “لا يسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد إن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الإسلام. أطيعوا ابني يزيد، ولا تعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم إلى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء”.