قصة الأغنية الفلسطينية التراثية المشهورة "جفرا ويا هالرابع"
الكثير منا سمع الأغنية الفلسطينية المحبوبة “جفرا ويا هالرابع”، وردد كلماتها البسيطة وتمايل على ألحانها دون أن يعرف ماذا يعني اسم جفرا، وما هي قصة هذه الأغنية الشعبية المشهورة قبل النكبة، والتي ما زالت تُغنى حتى يومنا هذا.
الجفرا: هي قصة حب فلسطينية بدأت في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي في إحدى قرى الجليل شمالي فلسطين، وتحديدًا قرية "كويكات"، عرفها الناس من خلال الشاعر "أحمد عزيز علي الحسين" الذي أحب ابنة عمه "رفيقة نايف الحسن" والتي كانت وحيدة أهلها، وطلبها فيما بعد للزواج ووافقوا على الزواج بها.
بداية القصة:
بعد أسبوع من الزواج هربت رفيقة إلى بيت أهلها ورفضت العودة إلى أحمد، فهي كانت ترفض هذا الزواج، وعلى الرغم من ذلك بقي أحمد يحب رفيقة، ويتغنى بها وبجمالها وخاصةً بعد الانفصال.
ومنذ ذلك الوقت بدأ أحمد يقول بها شعراً وغزلاً يعبر فيه عن مدى حبه لها، واختار لها اسم "جفرا" بدلاً من اسمها خوفاً من أن تعرف العائلة أنه ما زال يحبها، وبسبب العادات والتقاليد التي كانت تمنع الغزل الصريح في ذلك الوقت، أما اسم جفرا فيعني "ابنة الشاه المُمتلئة" أي التي تنعم بصحة جيدة.
كيف اشتهرت جفرا:
بدأت الأغنية بالانتشار حين رأى أحمد رفيقة متوجهة إلى عين الماء برفقة الأهالي وهي تحمل جرة فخار فوق رأسها، فقال فيها أولى كلمات أغنية جفرا:
جفرا يا هالربع .. نزلت على العينِ
جرتها فضة وذهب .. وحملتها يا للزينِ
جفرا يا هالربع .. ريتك تقبريني
وتدعسي على قبري .. يطلع "ميرامية".
اختلف الزجالون حول كلمة ميرامية وقالوا بأن الشاعر يقصد "بير ماية"، وهذا لأن رفيقة كانت متوجهة إلى السقاية حين كتب بها.
بدأت الأغنية بالانتشار بعدها مثلها مثل باقي الأغاني التراثية المشهورة التي حملها اللاجئون الفلسطينيون معهم إلى مخيمات الشتات، وتناقلوها من جيل إلى جيل، ولأن الأغاني الشعبيّة التراثيّة الفلسطينيّة حاضرة دائماً وفي مختلف المناسبات وخاصة تلك الأغاني التي كانت مشهورة قبل النكبة، فقد حضرت الجفرا بالكثير من المناسبات الوطنية والاجتماعية، ولكنها كانت دائما تحافظ على اللحن الخاص بها.
قيلت الجفرا في المناسبات الوطنية على هذا النحو:
جفرا ويا هالرّبع
ربع المراتينِ
شلاّل ينبع نبع
دمّ الفلسطيني
لمّا يغيب القمر
تضوي شراييني
وتزخّ زخّ المطر
عَ دروب الحرية
لم تتوقف كلمات هذه الأغنية عن الانتشار، بل تناولها الزجالة والشعراء والفنانون مع تغيير الكلمات لتحاكي المناسبة التي تقال بها، وبقيت قصة الجفرا خالدة إلى يومنا هذا، وتناقلتها دول عربية أخرى مثل سوريا ولبنان.
المصدر: مواقع فلسطينية