مسؤولون أتراك ينعون المفكر الإسلامي ورجل الدين السوري جودت سعيد

مسؤولون أتراك ينعون المفكر الإسلامي ورجل الدين السوري جودت سعيد
مسؤولون أتراك ينعون المفكر الإسلامي ورجل الدين السوري جودت سعيد

مسؤولون أتراك ينعون المفكر الإسلامي ورجل الدين السوري جودت سعيد

نعى مسؤولون أتراك، الأحد، المفكر الإسلامي ورجل الدين السوري الشيخ جودت سعيد، عبر بيانات في منصات التواصل الاجتماعي.

وأعرب رئيس الشؤون الدينية التركي، علي أرباش، في تغريدة عن تعازيه لأسرة الفقيد ولكل محبيه.

وأشاد أرباش بالعالم جودت سعيد أحد مفكري العالم الإسلامي، والذي هاجر إلى تركيا واستقر في تركيا بسبب الحرب الدائرة في بلاده سوريا.

وقدم رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، تعازيه لعائلة المفكر الكبير، ولكل مريديه في العالم الإسلامي، داعيا من الله أن يتغمده برحمته.

من جهته نعى مستشار الرئيس أردوغان، ياسين أقطاي، المفكر سعيد جودت، مشيدا بكتب الشيخ لا سيما سلسلة “سنن تغيير النفس والمجتمع”.

وفي ساعات متأخرة من يوم أمس السبت، توفي المفكر الإسلامي الشيخ جودت سعيد، في مقر إقامته بمدينة إسطنبول التركية، عن عمر يناهز 91 سنة.

وُلد المفكر والفيلسوف الإسلامي "جودت سعيد" في قرية بئر عجم، التابعة لمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا عام 1931م، ودرس العلوم الشرعية في الأزهر الشريف.

للمفكر السوري جودت سعيد العديد من المؤلفات التي تناولت مواضيع وأبحاثاً فكرية واجتماعية، أبرزها "حتى يغيروا ما في أنفسهم"، و"كن كابن آدم".

كما يعتبر "جودت سعيد" الذي يتحدث اللغتين العربية والشركسية من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين، الذين يشكلون امتداداً لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبار، أمثال الأستاذ مالك بن نبي ومحمد إقبال، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.       

يُعرف جودت سعيد بأنه داعية اللاعنف في العالم الإسلامي أو غاندي العالم العربي، وقد عبَّر عن سعادته بهذا الوصف في مناسبات عدة، وكان أول ما كتبه في مطلع الستينيات كتابه (مذهب ابن آدم الأول، أو مشكلة العنف في العمل الإسلامي)، وهو يناقش مبدأ اللاعنف وعلاقته الجذرية بالإسلام.

لكن يمكن للبعض أن يرى أن القصد من وراء الامتناع عن استخدام العنف أو القوة هو في واقع الأمر اللجوء إلى العقل والتفكير، لذلك كانت دعوته إلى اللَّاعنف دعوة للعقل في أساسها.

يبصر جودت سعيد القرآن من خلال العالم، والعالم من خلال القرآن، وتنطلق الأفكار المفتاحية في عالمه الفكري من باب التوحيد، فهو يرى أن "التوحيد مسألة سياسة اجتماعية وليست مسألة ميتافيزيقية إلهية"، بمعنى أن توحيد الله في السماء يعني المساواة بين البشر على الأرض، فيساوي بين العبارات الثلاث في الآية القرآنية الكريمة: (ألّا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله).

إذ ينطلق من الآية القرآنية (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)، فيفهم منها أن "آيات الآفاق والأنفس، أي سنن الله في الكون، وتجارب البشر والأحداث والتاريخ البشري، كل هذه ستكون الدليل على صحة وصدق القرآن. ما يعني أن التاريخ والتجارب هي مرجع القرآن ودليل صدق ما فيه من قوانين"، وهذا ما دفع البعض لاعتباره مفكراً مادياً، يبشر بمذهب مادي.

من الأفكار المفتاحية فكرة (الزيادة في الخلق)، فالعالم بحسب فهم جودت للقرآن "لم يخلق وانتهى، أي لم يكتمل خلقه، وإنما لا يزال يخلق"، فالقرآن يقول (يزيد في الخلق ما يشاء) و(يخلق ما لا تعلمون). 

اعتماداً على ذلك وضع جودت سعيد مرتبة جديدة من مراتب الوجود، وهي "الوجود السنني". أي وجود الشيء كقانون وسنة حتى قبل وجوده بالفعل.

 


 

مشاركة على: