ريان "الملاك الصغير" يطير إلى السّماء.. بعدما وحّد قلوب العرب وجمع دعواتهم
خيم الحزن والأسى، على المملكة المغربية، وفي ربوع الوطن العربي بعد ما تأكد في ساعات متأخرة من يوم السبت، رسميا وفاة الطفل المغربي ريان، ذو الخمس سنوات، بعد لحظات قليلة من تمكن فرق الإنقاذ من إخراجه من البئر التي سقط فيها منذ 5 أيام.
خبر وفاة ريان نزل كالصاعقة على الجميع، بعدما كان البعض متمسكا ببصيص من الأمل في نجاة الضحية، الذي صنعت حادثة سقوطه ضجة إعلامية كبيرة، وتصدرت الترند في الوطن العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي طيلة خمسة أيام بلياليها.
خمسة أيام تابع الملايين محاولات إخراج الطفل ريان، لحظة بلحظة، متشبثين بأمل خروجه حيا من البئر التي سقط فيها، خمسة أيام صلى الملايين ورفعوا دعواتهم للسّماء منتظرين لحظة إنقاذ الملاك الصغير حي يُرزق.
وفي الدقائق الأخيرة من يوم السبت، عمت مشاعر الفرحة في جميع أنحاء القطر العربي، مهللين مكبرين بعد رؤية الصور الأولى من عملية إخراج “ريان” من غيابة البئر، وماهي إلا دقائق معدودة وأُعلنت وفاته رسمياً، لينقلب المشهد إلى حزن على قلوب وبيوت كل من تابع وانتظر نهاية سعيدة تشفي قلبي أبويه المكلومين.
رحل ريان الذي أبكى ملايين العرب، وأسال دموعا وتسبب في حرقة قلب أم لم يهدأ لها بال، إلا بالتنقل مرارا إلى عين المكان وإلقاء نظرة على الحفرة الضيقة التي يقبع فيها فلذة كبدها، رغم التعب والسهر والأسى، إلا أنها أصرت على التنقل إلى المكان ودعوة صغيرها إلى البقاء قويا وحيا وكأنها تمده بالطاقة والقوة والعزيمة.
توفي ريان وترك أبا حزينا حائرا مفجوعا مكلوما برحيل ابن الوطن العربي الذي التفتت حوله كل الشعوب العربية، وشغل بالهم وتفكيرهم ليلا ونهارا، وتوشحت بذلك مواقع التواصل الاجتماعي باللون الأسود حزنا على هذا الرحيل وهذه الصدمة، ودخل بذلك ريان، قلوب الكل دون رؤيته أو الحديث معه.
توفي ريان بعدما جمع ما فرقته السياسة، فبكاه الجزائريون بحرقة كما دعوا له بالنجاة طيلة أيام سقوطه في البئر، متناسين حالة التوتر السياسي غير المسبوق بين بلدهم وبلده، مؤكدين مجددا قوة العلاقة بين الشعبين الشقيقين.
رحل ريان فخيمت أجواء من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توشحت صفحات “الفيسبوك” بالتعازي دقائق بعد إعلان نبأ وفاة ابن قرية إغران الجبلية بمدينة شفشاون المغربية، والذي علق في حفرة ضيقة يصل عمقها إلى 32 مترا، لمدة 5 أيام، ليلفظ أنفاسه في ظلام البئر ليزداد تضامن المتابعين مع عائلته وذويه الذين فجعوا فيه في الوقت الذي كان أملهم كبيرا في خروجه حيا سالمًا.
رحل ريان الطفل المغربي الصغير بعدما وحد قلوب العرب وجمع دعواتهم، وذكرهم بأنهم “كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
رحل الملاك ريان تاركا خلفه رسالة مفادها “أرجوكم انقذوا أطفال سوريا واليمن والعراق وفلسطين العالقين في غيابة الظلم والاستبداد والعمالة والاستغلال".