مأساة جديدة في كندا.. العثور على 169 قبراً لأطفال غير مسجلين بمدرسة كاثوليكية
كشفت قبيلة من السكان الأصليين في ألبرتا الشمالية، الثلاثاء، عن 169 قبراً محتملاً بدون شواهد على أراضي مدرسة كاثوليكية داخلية سابقة في كندا.
ووفقا لموقع “أخبار كندا”، قالت “Kapawe’no First Nation”، التي تقع على بعد أكثر من 200 ميل شمال غرب إدمونتون، إن الاكتشاف تم في مدرسة سانت برنارد الإرسالية السابقة في موقع Grouard Mission.
وقال مسؤولون إنه تم تحديد المقابر المحتملة باستخدام رادار خارق للأرض وصور بطائرات بدون طيار.
كانت المدرسة الداخلية واحدة من عدة مدارس في كندا أُجبر الآلاف من أطفال معظمهم من السكان الأصليين على الالتحاق بها بعد انفصالهم عن عائلاتهم بين القرن التاسع عشر والتسعينيات، تأثر ما لا يقل عن 150.000 طفل من السكان الأصليين من جميع أنحاء البلاد بهذه الممارسة.
من جهته أكد رئيس شرطة المقاطعة سيدني هالكرو، في مؤتمر صحفي، أنهم عثروا على القبور خلال عمليات بحث عبر رادار للكشف تحت الأرض وطائرة بدون طيار.
قبور الأطفال عثر عليها في قطعة أرض عائدة لمدرسة كنيسة "سانت برنارد" الداخلية.
وذكرت كيشا سوبرنانت، مديرة معهد آثار السكان الأصليين في جامعة ألبرتا، التي أشرفت على البحث، أن 54 قبراً تقع بجوار سكن الرهبان، بينما تم العثور على 115 قبراً في مقبرة الكنيسة.
وافتتحت المدرسة عام 1894 من قبل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وأغلقت عام 1961، كما أطلق عليها اسم "غروارد" في بعض السجلات.
وفي 29 أيار/ مايو الماضي، عُثر على رفات 215 طفلا، بعضهم لا تزيد أعمارهم على 3 سنوات، مدفونين في موقع كان ذات يوم أكبر مدرسة داخلية للسكان الأصليين في كندا قرب مدينة كاملوبس، بولاية كولومبيا البريطانية.
يشار إلى أن هذه المدارس كانت تحت إشراف الكنيسة الكاثوليكية، وبقيت تلك المؤسسات التعليمية مفتوحة حتى بداية سبعينيات القرن الماضي.
كما تم العثور في 24 حزيران/ يونيو الماضي على رفات 751 طفلا، في مدرسة داخلية تتبع لكنيسة ماريفال بمقاطعة ساسكاتشوان، فضلا عن رفات 182 طفلا في مدرسة سانت إيوغين بمقاطعة كولومبيا البريطانية في 30 يونيو.
وفي 12 تموز/ يوليو الجاري، تم العثور على رفات 160 طفلا في مدرسة كوبر بجزيرة بينيلاكوت الواقعة ضمن جزر الخليج الجنوبي بمقاطعة كولومبيا الجنوبية.
ويقول مؤرخون كنديون إن بين عامي 1883 و1996، أجبر نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين على "استيعاب وإدراك" المجتمع الأبيض في كندا، عبر الالتحاق بمدارس كان يديرها، غالبا، مبشرون مسيحيون.
وقد واجه هؤلاء الأطفال انتهاكات كبيرة، حيث وصفت "اللجنة الكندية للحقيقة والمصالحة" في 2015، ما عاشوه بـ"الإبادة الثقافية"، إذ كانوا يُمنعون من التحدث بلغتهم الأصلية كما تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي بل والحرمان من الطعام حسب شهادات كثيرة.