بعمر أكثر من 200 عام... تعرّف على قلعة "الغيل" الإماراتية

بعمر أكثر من 200 عام... تعرّف على قلعة "الغيل" الإماراتية
بعمر أكثر من 200 عام... تعرّف على قلعة "الغيل" الإماراتية

بعمر أكثر من 200 عام... تعرّف على قلعة "الغيل" الإماراتية

تعد قلعة الغيل واحدة من القلاع التاريخية الشهيرة في الساحل الشرقي، بنيت القلعة حوالي عام 1903 في عهد الشيخ سعيد بن حمد القاسمي الذي كان يحكم كلباء، وتم ترميمها عام 2001 بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وقد أصبحت معلماً سياحياً وثقافياً ذا بعد تاريخي وأثري .
يعد موقع القلعة من أهم العناصر الدفاعية، حيث يحدد الموقع واختياره أهمية المنطقة ومساحة الإشراف والاطلاع، وتأمين حمايتها والدفاع عنها . وتمتاز المباني الدفاعية كالحصون والقلاع بتخطيط خاص لمبانيها ووحداتها الخدمية كأسلوب دفاعي، يتطلب تنفيذ بناء تلك المباني بشكل يساعد على حصانتها وقوتها وحماية سكانها .
تم اختيار موقع الغيل في موقع مشرف ومسيطر، حيث تقع على تل صخري وهي أشبه بالجزيرة وسط الوديان حيث تحيط الوديان المنخفضة والمزارع جوانب قلعة الغيل، كما يطل جانبها الجنوبي الشرقي على ساحل الخليج، فهي قلعة دفاعية عن الحدود البرية والبحرية .
وتلقي المادة التي أعدّها الدكتور عبدالستار العزاوي وعبدالعزيز المسلم أضواءً كاشفة على كيفية بناء القلعة ومكوناتها وأقسامها، فقد بني أساس القلعة فوق صخرة التل الطبيعي، وقد تم تعديل سطح التل، لتحديد أسسها تضاريس التل الطبيعية، لهذا يلاحظ أن أسس جدرانها ليست نظامية بخط مستوٍ أفقي، بل تنخفض بعض أجزاء الأسس، وترتفع أحياناً حسب تضاريس سطح التل، وكان تخطيط بناء البرج وأقسام القلعة ذا أسلوب دفاعي في عناصرها، والتركيز على أسسها المتلاحمة مع سطح التل الطبيعي .
تتكون قلعة الغيل من برج رئيسي وغرفتين وإيوانين ومسطبة ولها مدخلان، وقد روعي في بنائها القوة والمتانة لتكون ذات أهمية دفاعية دون أخذ اعتبار الفن والزخرفة والجانب الجمالي الذي يطبق في المباني المدنية .

برج القلعة

يقع البرج في الركن الشمالي الغربي للقلعة يشرف بواسطة نوافذه ومدخله على الجهات الأربع للمنطقة، يصل مع جدار القلعة شمالاً كجزء من جدار المخزن والمطبخ، وجنوباً مع جدار المسطبة، امتداداً للإيوان وغرف الحرس الغربية .
السلالم: وهي سلالم خارجية وسلم ثابت، وسلالم أخرى ثابتة موزعة في أقسام القلعة،كسلم المداخل الخارجية وسلم المسطبة، سلم البرج الخارجي ويستخدم السلم في البرج من الخارج، يتألف من درجات حجرية لتثبيت الأقدام ويشترك الحبل ذو العقد المتدلي من باب البرج للمسك والمساعدة للحرس بالصعود للأعلى، هذا الأسلوب الدفاعي لضمان حماية الحرس في البرج .
السلم الثابت للبرج: يقع هذا السلم في وسط بطن الطابق الأول للبرج، درجاته عبارة عن أخشاب مثبتة في جدار البرج من الداخل، تساعد الحرس عى التسلق واختراق فتحة السقف للطابق الأول والوصول إلى السطح والستارة .
وتوجد سلالم أخرى موزعة في أقسام القلعة، مثل سلم المداخل الخارجية وسلم المسطبة، ويتألف من درجات عدة لغرض الصعود للأعلى، بٌنيت من الحجر المحلي والجص وتتلاحم مع أقسام البناء .

المداخل

تحتوي قلعة الغيل على مدخلين خارجيين، كذلك مداخل الغرفة، المدبسة والبرج، جميعها لحماية الوحدات وأقسام القلعة . ويشكل وجود المزاغل بأنواعها، العمودية، الدائرية والمسننات، عنصراً مهماً للدفاع عن القلعة، وبواسطتها يمكن الاطلاع وتحديد مواقع المهاجمين .

المصب (السقاطة)

هو عنصر مهم للدفاع عن المباني الدفاعية، خاصة موقعها فوق مداخل البواب، موقعها فوق برج القلعة، كعنصر دفاعي وتعويضاً عن الأنف والفتحات .

الطرابيش المسننات

توجد المسننات (الطرابيش) في نهاية الستارة الخارجية للبرج، رغم اختلافها في المكان ضمن الستارة لقسمها السفلي الجانب الشرقي من البرج، أو المسننات المشرفة على الوديان والجانب البري، وهي تهدف للاطلاع بشكل واضح من بين فتحاتها المستطيلة والمسيطرة على جميع الجهات، كما تساعد على التستر وحماية الحرس خلال الدفاع عن المواقع المحيطة بالقلعة .

بخار التمر والمدبسة

يحتوي تخطيط قلعة الغيل على بخار للتمر (مخزن)، يضم بداخله مدبسة، حيث تم تنسيق أرضية الغرفة إلى قسمين الجانب الغربي في أخاديد وسواقي تسهيل جريان الدبس المتقاطر عن التمر نحو الجرة (خابية) لها ثقب بمستوى انخفاض السواقي كي يجتمع الدبس فيه .

المخزن (حجرة)

تقع في الركن الجنوبي الشرقي، يكون امتدادها طولياً نحو الشمال، يتوسط ضلعها الشرقي الباب الرئيسي للقلعة . وتتخلل جدران الغرفة من الداخل ثمان حنايا موزعة على ثلاث واجهات عدا الواجهة الشمالية، لهذه الحنايا فوائد وضع حاجيات للحرس الدفاعية أو ما يتعلق بحياتهم اليومية .

"قلعة الغيل" تقع في الساحل الشرقي للدولة، و يناهز عمرها أكثر من مائتي عام ويصل ارتفاعها إلى حوالي 17 متراً ، وسميت باسم المنطقة وهي "الغيل" ، وتعني لفظة الغيل الفلج وهو جدول الماء الآتي من العيون المائية

مشاركة على: